• English
  • 14 يناير، 2025
  • 6:14 ص

المطرب الممثل: السينما الباب الأوسع لزيادة جماهيرية المطربين

المطرب الممثل: السينما الباب الأوسع لزيادة جماهيرية المطربين

4 December، 2023

تغريد سعادة

الاستعانة بمطربين ومطربات في الأفلام لم يكن يومًا أمرًا جديدًا، بل رافق تطور السينما العربية ومنذ بداياتها وحتى الآن.  فمنذ الثلاثينيات تصدَّر مطربو الصف الأول حينها  محمد عبد الوهاب، وفريد الأطرش، وأم كلثوم ، وأسمهان، ومحمد فوزي، ونور الهدى، ومنيرة المهدية؛ شباك التذاكر في صالات السينما. ثم لاحقًا تبعتهم نجاة الصغيرة، وفايزة، وشادية، وصباح، وعبد الحليم حافظ. واستمر إنتاج الأفلام باستقطاب مطربي الصف الأول، منهم عمرو دياب، سيمون، حميد الشاعري، مصطفى قمر، ومحمد منير، وتامر حسني، وخالد سليم، وعامر منيب، وروبي، وحمادة هلال. ومرت هذه التجارب بتراجع وعودة تحكمها معادلة الإنتاج، ولكن لم يتخل المطربون عن السينما.

تشير المعلومات إلى أن من أوائل الأفلام حينما تحولت السينما إلى ناطقة، كان من بينها الفيلم الغنائي “أنشودة الفؤاد”، والذي أنتج عام ١٩٣٢، للمطربة نادرة أمين. ثم كان فيلم “الوردة البيضاء” للمطرب محمد عبد الوهاب، وأنتج عام ١٩٣٣. وتلاها فيلم “دموع الحب” الذي أنتج عام ١٩٣٥، وشارك المطرب عبد الوهاب، المطربة نجاة علي.

وتشير السيرة الذاتية لعبد الوهاب إلى أنه قام بتمثيل سبعة أفلام فترة الثلاثينيات والأربعينيات

أفيش-فيلم-سلامة-أم-كلثوم

وهي تقريبا نفس الفترة التي شاركت فيها أم كلثوم في أفلام سينمائية، وعددها ستة أفلام بين عامي ١٩٣٦ و ١٩٤٧.

الاستعانة بمطربين ومطربات في الأفلام لم يكن يومًا أمرًا جديدًا، فمنذ الثلاثينيات تصدَّر مطربو الصف الأول حينها عبد الوهاب، وفريد الأطرش، وأم كلثوم، وأسمهان، ومحمد فوزي، ونور الهدى، ومنيرة المهدية؛ شباك التذاكر في صالات السينما.

تجربة لم تستمر

في البحث عن أفلام أم كلثوم وعبد الوهاب، الواضح توقفهما في نفس الفترة، ويرجع الكثير من الناقدين الفنيين هذا التوقف إلى أنهما لم يجيدا التمثيل، وإن كانت أفلامهما في حينها ناجحة. فالجمهور كان يحضر أفلامهما لسماع أغانيهما بالأساس. أيضًا نجاة الصغيرة لم يحالفها الحظ في الانتشار كممثلة، وإن كانت قد مثلت في ١٣ فيلمًا وعلى مدار عشرين عامًا، حتى أعلنت اعتزالها التمثيل بعد فيلم “جفت الدموع”، الذي أنتج عام ١٩٧٦، وشاركها في البطولة محمود ياسين.

فايزة احمد في احد الافلام

أما فايزة أحمد فقد شاركت في سبعة أفلام، ولكن لم يعلق أحد أفلامها في الذاكرة، ولم تحظ بشهرة مطربات ومطربين آخرين، مثل: ليلى مراد، ومحمد فوزي، وفريد الأطرش، عبد الحليم حافظ.

تجارب بسيطة

فيروز في أحد الافلام

المطربة اللبنانية فيروز أيضًا طرقت باب السينما، وشاركت في ثلاثة أفلام، أنتجت كلها في الستينيات من القرن الماضي، لتتوقف بعدها عن التمثيل السينمائي، ولتتجه للتمثيل المسرحي الغنائي ولسنوات طويلة. وأفلامها هي “بياع الخواتم”، وشاركها في التمثيل المطرب نصري شمس الدين، أنتج عام ١٩٦٥، وأخرجه يوسف شاهين. وفيلمي “سفر برلك” أنتج عام ١٩٦٧، و”بنت الحارس” الذي أنتج عام ١٩٦٨ من إخراج هنري بركات.

أما من المطربين الذين حققوا شهرة في الغناء، وكان لهم تجربة واحدة في التمثيل السينمائي المطرب طلال مداح، والذي كان أول سعودي ينتج ويمثل فيلم سينمائي. حيث أنتج فيلم “شارع الضباب” في عام ١٩٦٧ في لبنان شاركته البطولة المطربة صباح. لم يكتب النجاح للفيلم، ويبدو أنه أنتج في وقت نافست فيه أفلام قوية، تركت بصمة في تاريح السينما، مثل فيلم “معبودة الجماهير” لعبد الحليم حافظ وشادية، وفيلم “الخروج من الجنة”، من بطولة فريد الأطرش.  وماجدة الرومي كان لها تجربة واحدة وهو فيلم “عودة الابن الضال”، الدي أنتج عام ١٩٧٦. أما المطربة أنغام فقامت بالتمثيل في فيلم “مقص عم قنديل”، مع فريد شوقي في عام ١٩٨٥، وكانت حينها طفلة في الثالثة عشرة. كما خاضت المطربة شيرين التجربة السينمائية، وشاركت في فيلم “ميدو مشاكل” مع أحمد حلمي عام ٢٠٠٣. والمطربة وعد شاركت في عام ٢٠٢٠ بـفيلم “شمس المعارف” إخراج فارس قدس، وقبلها كان لها تجربة أولى، حيث شاركت في فيلم “موعد مع المجهول” عام ١٩٨١.

تجارب فريدة

ومن بين التجارب المتميزة للمطربين كانت تجربة أحمد عدوية، والذي قدم سلسلة من الأفلام بعد أن ذاع صيته نهاية الستينيات، وغنى له عبد الحليم حافظ. وفي جعبته ٣٣ فيلمًا. وكان حضوره اللافت في معظم إنتاجات الأفلام خلال فترة الثمانينيات من القرن الماضي.

قمر البل وليد توفيق فيلم

أما وليد توفيق ففي رصيده نحو ١٢ فيلمًا، كان الأكثر شهرة فيلم “من يطفئ النار” مع فريد شوقي ورغدة وآثار الحكيم، وأنتج عام ١٩٨٢. وبنفس الرصيد شارك محمد فؤاد ب ١٢ فيلمًا كانت بداياتها في التسعينيات من القرن الماضي، ولكن توقفت نحو عقدين من الزمان ليعلن في مايو الماضي في مدينة جدة عن عودته قريبًا في فيلم ” قلب في نيويورك”.

وفي سياق العودة بعد انقطاع، يعود حاليًا الفنان مصطفى قمر من جديد إلى السينما في فيلم “أولاد حريم كريم” الذي طرح مؤخرًا، وهو الجزء الثاني لواحد من أنجح أفلامه الذي يحمل اسم “حريم كريم” الذي أنتج قبل  18 عامًا، ليكون حصيله أعماله في السينما نحو ١٣ فيلمًا. وكان أول أعماله السينمائية مع أحمد زكي في فيلم “البطل” الذي أنتج عام ١٩٩٨.

ضحك ولعب وجد وحب عمرو دياب

أما المطرب عمرو دياب، فكانت مشاركته بأربعة أفلام أهمها فيلما: “ضحك ولعب وجد وحب” الذي أنتج عام ١٩٩٣، وشاركه البطولة عمر الشريف ويسرا، وفيلم “آيس كريم في جليم” الذي أنتج عام ١٩٩٢ وشاركته في البطولة المطربة سيمون، ويبدو أنه اعتزل السينما، وركز على الغناء.

الفنان مدحت صالح قام بالتمثيل في السينما بنحو ١٠ أفلام، إلا أنه لم يحجز لنفسه دورًا في الصف الأول مع استمرارية تواجده في المسرح الذي برع فيه، وفي المسلسات التلفزيونية، ليحقق نجاحات تفوق نجاحات السينما.

تجارب لم يكتب لها النجاح

لعل هناك بعضًا من المطربين الذي لم يساعدهم نجاحهم في الغناء للدخول إلى عالم السينما، ومن بين هذه التجارب حكيم، وله فيلمان لم يحققا النجاح. كذلك الفنان عصام كاريكا الذي اشتهر كملحن، وعمل أفضل ألحان مع شيرين وديانا حداد ومحمد منير ومحمد فؤاد وراغب علامة، وآخرين، وألحانه فاقت التمثيل والغناء. له تجربة فيلمين ولم يحققا أي نجاح، وهو يعترف أنه يتفوق بالتلحين. أما المطرب فارس والذي يعد من نجوم التسعينيات، فقد مثل في فيلمين، ولم يحققا النجاح واعتزل الفن، وعاد قبل عام بطرح أغانٍ جديدة.

القائمة التي تضم المطربين الذين خاضوا تجربة السينما طويلة، وهذا يدل على أن المطربين لا يكتفون بشهرة الغناء، معتبرين ان السينما هي البوابة التي ترسخ حضورهم، وترفع من جماهيريتهم. ولعل بريق السينما لا يضاهيها أي بريق، وفي مقارنة مع الغناء حتمًا تميل الكفة للسينما التي تبقى الحاضر الأقوى.

هناك بعضًا من المطربين الذي لم يساعدهم نجاحهم في الغناء للدخول إلى عالم السينما

القائمة التي تضم مطربين خاضوا تجربة السينما طويلة، مما يدل على أن المطربين يعتبرون أن السينما هي البوابة التي ترسخ حضورهم، وترفع من جماهيريتهم.

فاصل اعلاني