المغرب بديلًا لهوليود: قصّة نجاح المغرب في استقطاب صانعي السينما العالمية
4 January، 2023
بقلم سليمان الحقيوي
بالنّظر لعدد الأفلام والمسلسلات الأجنبية التي تم تصويرها في المغرب، منذ فيلم “مكتوب” 1912، وصولا إلى مسلسل “صراع العروش” 2019، والانتشار الواسع لهذه الاعمال، يمكن القول إنه ليس هناك –من الناحية العملية- من لم يشاهد قطعة جغرافية مغربية، أو يسمع عبارات متفرقة من اللهجة المغربية ضمن مجال الصوت في فيلم أو مسلسل أو وصلة إعلانية، أو يتعرف على سحنات المغاربة ضمن طاقم الكومبارس هنا أو هناك. ورغم هذه المعرفة فإن غالبية هؤلاء المشاهدين، بمن فيهم المغاربة أنفسهم، تجهل الكثير عن تفاصيل هذه الصناعة التي تُدر ذهبا على المغرب.
وقد عبَّر الكثيرون ممّن كتبوا عن ظاهرة التصوير في المغرب، سواء في الصحافة العربية أو الأجنبية، عن إعجاب مشوب بالتساؤل عن سر هذا النجاح الكبير في استقطاب المستثمرين في صناعة السينما ونيل ثقتهم، وهو نجاح يفوق في بعض السنوات ما يتم تصويره في عشرات البلدان مجتمعة، وهي بلدان كانت حتى عهد قريب تقتسم الحصّة مع المغرب بالتساوي، حتّى إنّ بعض المخرجين مثل “ريدلي سكوت” و”مارتن سكورسيزي” صاروا يقدّمون أنفسهم كأصدقاء للمغرب ومحبين لصحرائه. وهذا نجاح يفوق -دون شك- نجاحات أخرى على صعد اقتصادية وصناعية في المغرب.
تسهيلات فورية
بعض من أسباب هذا النجاح تعود إلى استراتيجية المركز السينمائي المغربي (هو المؤسسة الوصية على قطاع السينما) المتمثلة في منح تسهيلات كثيرة وفورية، تبدأ من أروقة مكاتبه، الواقعة في العاصمة الرباط، وتمتد إلى مؤسسات كثيرة في الدولة، كالقوات المسلحة الملكية، وسلاح الجو الملكي، والبحرية الملكية، ورجال الدرك الملكي والأمن الوطني. وهي مؤسسات تقدّم مساعدات كبيرة لشركات الإنتاج الأجنبية، سواء بتوفير معدات التصوير (أسلحة، ذخيرة… إلخ) أو ضمان الأمن والسهر على توفير الحماية حتى في أماكن عميقة في الصحراء. كما تقدّم خطوط الطيران أثمانا تفضيلية لنقل المعدّات داخل المغرب وخارجه، هذا مع إعفاءات ضريبية كثيرة للمقتنيات من معدات التصوير والتنقل، وإنشاء أقسام في المركز السينمائي من أجل تسهيل الإجراءات والتواصل مع الإدارات والسلطات في بقية المؤسسات الأخرى. وقد تمثلت النجاحات التي تحقّقت حتى نهاية عام 2017 في منح المغرب أكثر من 550 رخصة تصوير لأعمال أجنبية؛ (أفلام، مسلسلات، وصلات إعلانية… إلخ) الأمر الذي رفع مداخيل المغرب إلى النصف تقريبا (أكثر من 50 مليون دولار)، وهي أرقام تضع البلد على مسافة مريحة، متقدمًا على بلدان عربية وإفريقية منافسة، وذات سمات جغرافية وثقافية مشابهة للمغرب، مثل: مصر وتونس والأردن.
أسباب هذا النجاح تعود إلى استراتيجية المركز السينمائي المغربي (هو المؤسسة الوصية على قطاع السينما) المتمثلة في منح تسهيلات كثيرة وفورية، تبدأ من أروقة مكاتبه، الواقعة في العاصمة الرباط، وتمتد إلى مؤسسات كثيرة في الدولة، كالقوات المسلحة الملكية، وسلاح الجو الملكي، والبحرية الملكية، ورجال الدرك الملكي والأمن الوطني، وهي مؤسسات تقدّم مساعدات كبيرة لشركات الإنتاج الأجنبية.
فالمركز السينمائي، ينهج منذ عام 2018 سياسة تسهيلات ضريبية جديدة، إذ كل عمل يختار المغرب وجهة للتصوير وتفوق ميزانية إنفاقه مليون دولار، ومدّة تصويره تزيد على 18 يوما، يكون مؤهلًا لاسترجاع 20% من مجمل ما يتم انفاقه. وقد ظهرت على الفور نجاعة السياسة الجديدة، فقد تم تصوير الجزء الثامن من المسلسل الأمريكي “هوم لاند” 2020 في المغرب بشكل شبه كامل، بعد أن اقتصر التصوير في المغرب على بضع حلقات في أجزاء سابقة. واستمرت حملات التسويق عبر استثمار عناصر النجاح من: جغرافيا، وكوادر، ومشاهد، وأمن يميز البلد، مع سماح المركز السينمائي لنفسه بحق استغلال شهرة الأفلام التي تم تصويرها في المغرب، واستخدام صورٍ منها من أجل المزيد من الترويج للبلد ولصناعة السينما فيه.
سماح المركز السينمائي لنفسه بحق استغلال شهرة الأفلام التي تم تصويرها في المغرب، واستخدام صورٍ منها من أجل المزيد من الترويج للبلد ولصناعة السينما فيه.
وهناك ميزة أخرى للتصوير في المغرب هي القرب الجغرافي من أوروبا (14 عشر كيلومترا)، ما يعني القدرة على التصوير بين مجالين؛ هما أوروبا وأفريقيا، والتنقل خلال وقت قصير جدا، وكانت هذه الميزة تعد من الأشياء شبه المستحيلة قبل بروز المغرب في هذه الصناعة. ففي فيلم “الإنذار الأخير لبورن” وفيلم “جون ويك” كانت المشاهد تُصوَّر في عواصم أوروبية متعددة مثل: مدريد ولندن وباريس ثم تنتقل إلى المغرب في وقت قياسي يصل أحيانا إلى ساعة واحدة فقط. وهذه قيمة تزيد من حظوظ المغرب أمام المنافسة الشديدة التي يخوضها مع بلدان أخرى، يضاف إلى ذلك وجود قلاع وقصور وقصبات مشيّدة تلائم القصص التاريخية القديمة والحديثة، الأمر الذي يُعفي من صناعة ديكورات مشابهة من جديد.
ثم إن وجود كوادر بشرية من الكومبارس، وتقنيين وحرفيين مؤهلين يتقاضون أجورًا تقلّ كثيرا عن الأجور التي يتقاضاها زملاؤهم في أوروبا وأمريكا، كان من أهم العوامل المساعدة. فالكومبارس رهن إشارة المنتجين في المكان نفسه دون الحاجة إلى نقلهم بين أماكن التصوير المتعددة، وهم يتمتعون بمواصفات جسدية ملائمة، وقدرات فنية جيدة، ويتقنون لغات أجنبية عديدة. أما التقنيون فهم على درجة كبيرة من الحرفية التي طوروها بعد سنوات كثيرة من الاحتكاك مع مخرجين من أجيال مختلفة. هذه العوامل كلها تختصر الكثير من الوقت والجهد والمال، وهي عناصر أساسية في صناعة السينما. ومنذ الانفتاح على المغرب كخيار تصوير ما زالت الأفلام الأمريكية تتصدر الإنتاجات المصورة في المغرب، تتبعها الإنتاجات الفرنسية والبريطانية، مع التحاق السينما الألمانية والسينما الكندية باللائحة.
منذ الانفتاح على المغرب كخيار تصوير ما زالت الأفلام الأمريكية تتصدر الإنتاجات المصورة في المغرب، تتبعها الإنتاجات الفرنسية والبريطانية، مع التحاق السينما الألمانية والسينما الكندية باللائحة.
المغرب فضاء حقيقي وفضاء بديل
بتجاوز بعض تفاصيل الإنتاج، يمكننا الحديث عن وجهتين للتصوير في المغرب، الأولى منهما حين يكون فضاء المغرب أحد الفضاءات المنتمية لسرد القصة، كما هي الحال في فيلم “الإنذار الأخير لبورن” أو “مهمة مستحيلة” أو “جيمس بوند”؛ إذ يمكن سماع أسماء المدن المغربية بنطق الأجانب المميز لها: (طنجة، مراكش، كازابلانكا…) فتصبح هذه المدن منتمية للسّرد. والطريقة الثانية هي اتخاذ الفضاء المغربي كمعادل لفضاءات عربية كما هي الحال في أفلام “منطقة خضراء” و”قناص أمريكي” و”سقوط الصقر الأسود” و”كيان من الأكاذيب”، فتعوّض بذلك فضاءات عربية أو إفريقية أخرى كالأردن والعراق ومصر، وهي أفلام سنتحدث عنها بالتفصيل لاحقا.
وتطرح الطريقة الأخيرة إشكالات فنية تتجلى في عدم الانتباه –أحيانا- لفروقات جوهرية تميّز المعمار المغربي عن غيره، كالصوامع والمساجد وأقواس الأزقة، ثم في عدم ضبط خصائص اللغة أو اللهجة التي يتحدث بها الكومبارس التي تكون أحيانا مختلفة عن فضاء التصوير، والإشكال الأخير هو إبراز المغرب في صورة مشوهة تجانب الحقيقة، لكن بسبب التفات بعض الصحف الأجنبية إلى هذه الهنات أصبحت الأفلام الحديثة تتجاوزها.
إشكالات فنية تتجلى في عدم الانتباه –أحيانا- لفروقات جوهرية تميّز المعمار المغربي عن غيره، كالصوامع والمساجد وأقواس الأزقة، ثم في عدم ضبط خصائص اللغة أو اللهجة التي يتحدث بها الكومبارس التي تكون أحيانا مختلفة عن فضاء التصوير، والإشكال الأخير هو إبراز المغرب في صورة مشوهة تجانب الحقيقة.
كيف بدأت قصّة التصوير بالمغرب؟
مثل عدد من البلدان العربية، كانت بداية السينما المغربية مرتبطة بالأجانب، فمنذ نهاية القرن 19 بدأت الكاميرا؛ أي العين الأجنبية تتوجّه إلى المغرب كفضاء وكقصص، فقد دشن الأخوان لوميير مشروعا لتوثيق الحياة في العديد من البلدان. وصورا عام 1897 الفيلم القصير “راعي الماعز المغربي”. وبعد الحماية عام 1912 كان توجه المستعمر إلى تشجيع الإنتاج السينمائي، فجاء فيلم “مكتوب” لجون بانشون ودانيال كوينتان، واستمر التصوير على هذه الشاكلة إلى حدود سنة 1956، بحصيلة تصل إلى 55 فيلما أغلبها إنتاجات فرنسية، وهي الفترة التي تسمّى السينما فيها سينما كولونيالية (استعمارية) فالمغرب كان يبدو في أفلام هذه الفترة مجرد فضاء فلكلوري غرائبي مُسلٍّ للرجل الأبيض، أكثر منه فضاء له ثقافته وعناصر بيئته. وهذه فترة انتهت عمليا مع بداية وقوف مخرجين مغاربة خلف الكاميرا.
مخرجون واقعون في حبّ المغرب
يتصدر المخرج الكبير ريدلي سكوت لائحة الذين صوّروا أفلاما في المغرب. علاقة الحب هذه، تجاوزت المهنية، خصوصا عندما صرّح في حفل توزيع جوائز الغولدن غلوب الثالث والسبعين يناير 2016، قائلًا: “أود أن أعود إلى المغرب في لمح البصر”. صاحب “أليانز” اتخذ من قرية “آيت بن حدّو” بمدينة وارزازات فضاء لتصوير رائعته “غلاديايتر” عام 2000، مع النجم راسل كرو وخواكين فينيكس، وسيعود بعد عام واحد فقط، إلى أزقة وشوارع مدينتي الرباط وسلا لتصوير فيلمه “سقوط الصّقر الأسود”. وفي سنة 2005، توجّه إلى وارزازات لتصوير فيلمه “مملكة الجنة”، وهو الفيلم الذي شارك فيه أورلاندو بلوم. وكان ريدلي سكوت يجلب مع كلّ فيلم نجما جديدا، وفي عام 2008، سيضيف سكةت اسم ليوناردو ديكابريو إلى زائري المغرب حيث سيجمعه براسل كرو في فيلم “كيان من الأكاذيب”، ويعتبر فيلم “الخروج: آلهة وملوك” آخر فيلم صوّره ريدلي سكوت في المغرب عام 2014.
علاقة الحب للمغرب أعلن عنها المخرج الشهير مارتن سكورسيزي في سياق سينمائي آخر، ففي كلمته أثناء ترأسه للجنة تحكيم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش عام 2013 صرح قائلًا في أول كلامه: “إنه شعور رائع أن أعود إلى دياري مجدّدا”. وكان سكورسيزي قد زار المغرب عام 1988 لتصوير فيلمه:”الإغراء الأخير للمسيح” بشكل كامل. ثم عاد بعد تسع سنوات لتصوير فيلمه: “كوندون”.
أمّا المخرج بول غرينغراس، فقد اتخذ المغرب فضاء لثلاثة من أفلامه، ابتداء من فيلم الحركة الشهير “الإنذار الأخير لبورن” عام 2007، وهو الجزء الثالث ضمن سلسلة العميل “جيسون برون” من بطولة مات ديمون، وفيه انشق البطل عن رؤسائه في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، فقادته مطاردات متتالية في عواصم أوروبية إلى مدينة طنجة. وفي عام 2010 عاد غرينغراس برفقة مات ديمون إلى المغرب، هذه المرّة لتصوير الفيلم الحربي “المنطقة الخضراء” فقد كان فضاء مدينة القنيطرة معادلًا مكانيًا لمدينة الديوانية العراقية. وفي سنة 2013 قرّر غرينغراس أن يصوّر في السواحل المغربية الممتدّة، تحديدا الخط الساحلي بالقرب من مدينة آكادير وسيدي بيبي، وذلك في فيلم “الكابتن فيليبس” من بطولة توم هانكس، وهو فيلم عن سيرة قبطان سفينة ماريسك ألابما ريتشارد فيليبس الذي راح ضحية اختطاف من طرف قراصنة صوماليين. ويمكننا أن نلحق المخرج الفرنسي أندريه تيشيني بقائمة المحبين للتصوير في المغرب كونه صوّر عملين في مدينة طنجة هما: فيلم “بعيد” سنة 2001، و”وقت متغيّر” عام 2004، وهذا الأخير من بطولة كاترين دينوف وجيرارد ديبارديو.
المغرب فضاء تصوير لأفلام شهيرة
إضافة إلى ما سبق، هناك قائمة أفلام شهيرة، ارتبط اسمها بالمغرب أيضا، ويفتتح فيلم “عطيل” لأورسن ويلز هذه القائمة، باعتباره أحد الأعمال التي لفتت الانتباه إلى هذا البلد، خصوصا أن ويلز كان قادما من نجاح كبير جدا في عمله “المواطن كين”، كما أنه فاز بالجائزة الكبرى لمهرجان كان ممثلا فيه للمغرب. وقد خلّدت مدينة الصويرة التي شهدت تصوير الفيلم اسم المخرج في إحدى ساحاتها. ولا يمكن للعين أن تخطئ فضاء ساحة باب دكالة بمدينة مراكش في افتتاحية فيلم “الرجل الذي عرف أكثر من اللازم” للمعلم الكبير الفريد هيتشكوك، عام 1956، حيث تجري مطاردة بوليسية تقليدية في أزقة مراكش وأسواقها.
أما فيلم “لورنس العرب” 1962، لديفيد لين، فهو في الحقيقة الفيلم الذي عبّد الطريق أمام صُنّاع الأفلام التاريخية من خلال كشفه عن جمال كثبان الصحراء المغربية وشمس الجنوب التي توفر إضاءة طبيعية لا مثيل لها. وقد أصبحت قرية أيت بن حدو بعد هذا الفيلم مزارا لصانعي الأفلام من أمثال ريدلي سكوت.
ووجد فيلم “المومياء” 1999 للمخرج ستيفن سومارز في الصحراء المغربية بديلا عن مصر، وحقق الفيلم نجاحا باهرا، وعاد في جزء ثالث منه إلى المغرب أيضا. أمّا أوليفر ستون فقد وجد كل ما يبحث عنه في المغرب عندما قرّر تحقيق عمله الضخم “الإسكندر المقدوني” عام 2004، من بطولة كولين فاريل وأنجيلينا جولي؛ فمدينة الصويرة وفرت بمعمارها محاكاةً للمعمارين الفارسي واليوناني، وكانت بمثابة أستوديو طبيعي، أما الفضاءات الأطلسية المحيطة بمراكش فكانت مناسبة تماما لتصوير المعارك، إذ صوّر ستون هناك المعركة الشهيرة بين جيوش الاسكندر وجيوش الامبراطور الفارسي داريوس الثالث.
ويشتبك الفضاء المغربي بفضاءات ثلاثة في فيلم “بابل” للمخرج المكسيكي اليخاندرو غونزاليس إيناريتو، حيث تنطلق رصاصة طائشة صوَّبها طفل صغير لتصيب سائحة أمريكية فتفتح أبواب الجحيم على أسرة الطفل والقرية الصغيرة. وكان الفيلم من بطولة براد بيت وكيت بلانشيت.
وكانت البيئة المغربية بوديانها وصحاريها وقراها فضاء لفيلم “أمير فارس” 2010، من بطولة جاك جالينهال. وقد صُممت كثير من ديكورات الفيلم حول مدن مراكش وارزازات خصيصا له. وانضم كريستوفر نولان أيضا إلى قائمة الذين صوّروا في المغرب، فالأزقة الضيقة لمدينة طنجة كانت خلفية لمشاهد المطاردة في فيلمه “استهلال”، وذلك بدلا من مدينة مومباسا الكينية. وكل مشاهد العراق في فيلم “قناص أمريكي” لكلينت استوود دارت في أحياء قريبة من مدينة الرباط، بدلا من مدينة الفلوجة العراقية. وكان الفيلم من بطولة النجم الأمريكي برادلي كوبر.
ومن بين كل الأفلام السابقة لم يُحدث فيلم تم تصويره بالمغرب الصخب نفسه الذي أحدثه فيلم “مهمة مستحيلة: أمة مارقة” 2015، وذلك لشهرة الفيلم ونجمه توم كروز أوّلا، ثم لأن أجمل مشاهد المطاردات صُورت بين مدينتي الرباط والدار البيضاء، وفي الطريق السريع الرابط بين أكادير والدار البيضاء الذي اكتراه طاقم الإنتاج لمدة 14 عشر يوما. وقد كان للمغرب حظ في سلسلة جيمس بوند، حيث تم تصوير مشاهد من الجزء 24 “طيف” في المغرب أيضا.
كما أن غالبية مشاهد فيلم الجاسوسية “حلفاء” 2015 من إخراج روبيرت زيميكس وبطولة براد بيت وماريون كوتييار، صُورت في مدينة طنجة التي كانت فضاءً بديلا للدار البيضاء. وقذفت أحداث الجزء الثالث من فيلم “جون ويك” 2019 بكيانو ريفز إلى المغرب، حيث يؤدي دور رجل عصابات متقاعد أعاده الانتقام إلى حمل السلاح، ولم يكن من حل أمامه لإعادة السلام إلى حياته سوى لقاء أعلى سلطة في العصابة، فصُورت مشاهد حركة كثيرة في مدينة الصويرة لمدة أربعة أسابيع بدلًا من مدينة الدار البيضاء.
وغير هذه الأفلام كانت هناك العشرات من الاعمال الأخرى التي تختلف في شهرتها ومواضيعها ونجاحاتها، لكنّها أكدت أن هناك ثقة وإقبالا متواصلا ومتزايدا من قِبل صناع الأفلام على المغرب.
رغم هذه النجاحات، ما زال أمام المغرب طريق طويل لتعزيز مكانته كقبلة حقيقة لتصوير الأفلام الأجنبية، واستثمار بيئته وطبيعته المتنوعة في هذا المجال، والانفتاح على مدن أخرى غير المدن المكرّسة. ثم مساواة الدعم الذي تتلقاه الكاميرا المغربية بذاك الذي تتلقاه الكاميرا الأجنبية، والاستفادة من العناصر التي يوفّرها المغرب لصناعة أفلام ضخمة ترسّخ اسم البلد كصانع للأفلام، إضافة إلى كونه قبلة لتصويرها.