• English
  • 8 ديسمبر، 2024
  • 3:38 ص

مقالات

القِبلة الأولى للمختصين في صناعة الأفلام في المنطقة العربية “سوق مهرجان البحر الأحمر”: نجاحات وخطوات نحو الصدارة والعالمية

القِبلة الأولى للمختصين في صناعة الأفلام في المنطقة العربية “سوق مهرجان البحر الأحمر”: نجاحات وخطوات نحو الصدارة والعالمية

تغريد سعادة

12 August، 2024

تغريد سعادة

علي الرغم أن سوق البحر الأحمر لا يتجاوز عمره ثلاثة سنوات إلا أنه استطاع استقطاب العشرات من شركات الإنتاج العربية والعالمية. فضلًا عن المستثمرين والموزعين والمستوردين والمهنيين. ورسخ لنفسه اسمًا هامًا في دعم صناعة إنتاج الأفلام، واحتل الصدارة في المنطقة العربية، وأصبح في مصاف أهم المهرجانات الدولية.

انطلق مشروع السوق ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي الذي يعقد بمدينة جدة سنويًّا، وضمن خطة المملكة لتحويل البلاد إلى مركز رئيسي في صناعة إنتاج الإفلام،  ففي عام ٢٠١٩ أطلقت المملكة المهرجان في نسخته الأولى، وكان السوق أحد أهم فعالياته.

وتؤكد زين زيدان مديرة “سوق البحر الأحمر” في حوارها مع “كراسات سينمائية” على تلك المكانة التي بلغها المهرجان والسوق، قائلة “استطعنا أن نبني اسما للمهرجان والسوق. وأصبح صناع الأفلام والشركات كلها تعرف المشاريع التي يدعمها السوق، وهي ذائعة الصيت، ووصلت لمهرجانات عالمية. وثمة اتفاقيات ونقاشات تجرى طوال أيام انعقاد السوق، وفضلًا عن المحاضرات التي تستقطب حضورًا واسعًا وكبيرًا”. وتوضح “أننا نشاهد تصوير أفلام قصيرة وطويلة خلال هذه الفترة في المملكة، وهي أعمال حازت على دعم من السوق، فنحن نشجع صناع الأفلام من خلال ما يقدمه السوق من دعم لأعمالهم، وهناك عدد كبير من مشروعات الأفلام والمسلسلات في تحدٍّ كبير لتقديم جودة أعلى.” 

استطعنا أن نبني اسمًا للمهرجان والسوق. وأصبح صناع الأفلام والشركات كلها تعرف المشاريع التي يدعمها السوق، وهي ذائعة الصيت، ووصلت لمهرجانات عالمية.

دعم كبير

يوفر سوق البحر الأحمر سنويًّا منحًا ودعمًا ماليًّا للمشاريع العربية والسعودية في كل مراحلها، سواء التطوير أو الإنتاج أو ما بعد الإنتاج، مثل جائزة “معمل مسلسلات البحر الأحمر” والتي قيمتها 10,000 دولار أمريكي. وجائزة “الإشادة” الخاصّة بمرحلة ما بعد الإنتاج، وقيمتها 10,000 دولار أمريكي. وجائزة مرحلة ما بعد الإنتاج وقيمتها 30,000 دولار أمريكي، وجوائز إنتاج لِمشاريع اللودج بقيمة 50,000 دولار أمريكي، وجائزة “الإشادة الخاصّة” من لجنة تحكيم سوق البحر الأحمر بقيمة 25,000 دولار أمريكي، و”جائزة التطوير” بقيمة 35,000 دولار أمريكي، و”جائزة الإنتاج” بقيمة 100,000 دولار أمريكي. بالإضافة إلى الجوائز النقدية التي تمنح من قبل عدد من الداعمين، مثل “إثراء” التي تمنح جائزة بقيمة 50,000 دولار أمريكي لمشروع سعودي قيد الإنتاج، أو في مرحلة ما بعد الإنتاج، وهي مقدمة من راديو وتلفزيون العرب، وسينيويفز فيلمز وأكاديمية إم بي سي/ شاهد، إضافة إلى الجوائز العينية التي يقدمها مركز السينما العربية وتيترا فيلم وآخرون. 

 وتؤكد زيدان على تطور السوق قائلة “سنة بعد سنة تكون لدينا مشاريع جديدة من السعودية والدول العربية، بعضها رشح للعرض في مهرجانات دولية، مثل “كان” أو “فينيسيا” أو “تورونتو الدولي”، وهذا فخر لنا، حيث إن “سوق البحر الأحمر” قام بدعمها حتى أصبح لها حضور. ودائمًا ما يبحث السوق عن مشاريع جادَّة ليقوم بدعمها”. 

سنة بعد سنة تكون لدينا مشاريع جديدة، بعضها رشح للعرض في مهرجانات دولية مثل “كان” أو “فينيسيا” أو “تورونتو”، وهذا فخر لنا.

برامج وحوارات

يقام ضمن فعاليات السوق برنامج “البحر الأحمر°360″، وهو برنامج يقدّم سلسلة من الحوارات الثرية، بالإضافة إلى جلسات التواصل المـُصممة لتعميق العلاقات بين خبراء الصناعة الإقليميين والدوليين، وعن هذا البرنامج تقول زيدان: “نختار موضوعات جديدة للنقاش، وشخصيات مختلفة للحديث عن المهارات والقدرات التي لديها، بحيث يمكنها تقديم إفادة قوية للجمهور المحلي أو العالمي”، وتضيف زيدان: “نسعى دائمًا لعرض أفلام جديدة تطرح قضايا مختلفة، من خلال برنامج “أيام المواهب” الذي يستقطب المواهب الجديدة والواعدة. والسوق يعقد سلسلة من الورش التي تجمع صناع الأفلام السعوديين بمحترفي الصناعة العالمية، وهي فرصة ثمينة تساعدهم على مزيد من الإلهام والإبداع”.

صفقات مهمة

 يوفر سوق البحر الأحمر مساحة واسعة للشركات والمنتجين العالميين والعرب، تسمى “منطقة العارضين”، وهي المكان الأمثل لِلترويج للأفلام، واستضافة الاجتماعات، واكتشاف فرص جديدة للتعاون السينمائي على الصعيد الدولي، تقول زيدان: “نطمح دائمًا لاستقطاب شركات عالمية ومحلية للاستفادة من وجودها معنا، وسنة بعد سنة أصبحنا نتوسع أكثر. ففي السنة الأولى حضر السوق ما يقارب ٢٠ شركة، ثم زاد هذا العدد في السنة التي بعدها، فشارك ما يقارب ٤٥ شركة، أما في السنة الثالثة، وهي الأخيرة، فقد كان لدينا ما يقارب ٦٥ شركة مشاركة”. وتضيف زيدان: “بدأت هذه الشركات تدرك أهمية تواجدها معنا بسوق البحر الأحمر، حيث الاجتماعات التي تعقد، والعقود التي تبرم، والصفقات التي تجري، وهذا العام تواجدت معنا شركات من 16 دولة في منطقة العارضين.”

الكل يرغب في الحضور

وفي ردها على سؤال عن إن كانت هناك صفقات محددة تقبل عليها الشركات أم لا، قالت “بالنسبة للصفقات لا شيء محدد على وجه الخصوص، لكن نعرف أن الشركات ترغب أن تكون متواجدة معنا سنة بعد سنة؛ لأنها تستفيد من حضورها والحضور العالمي الذي يتواجد في المهرجان، كما تستفيد من الشخصيات التي ندعوها كي نضمن أن الاجتماعات التي تعقد برعاية السوق تفضي إلى صفقات رائعة ومميزة”.

وتضيف زيدان: “نشارك في الكثير من المهرجانات الهامة العالمية لعرض الإنجازات الكبيرة التي حققها سوق مهرجان البحر الأحمر، وأيضًا للتعرف على المشاريع التي ندعمها، والتي أثبتت أيضًا وجودنا في مهرجانات عالمية”، وعن علاقة السوق بالمهرجانات الأخرى تقول: “يقيم سوق البحر الأحمر العديد من الفعاليات في المهرجانات الدولية؛ مما يساعدنا على أن نبني اسمًا للمهرجان والسوق، بحيث يعلم المشاركون في هذه المهرجانات حين يأتون لحضور مهرجان  البحر الأحمر السينمائي أنهم سيخرجون بعلاقات هامة يوفرها لهم السوق، ونحن نطمح دائمًا أن نكون المهرجان الذي يتشجع لحضوره كثير من الشخصيات في العالم العربي، ونسعى للتوسع في مناطق مختلفة من العالم تتوق للتواجد معنا، ونحن نستقطب عامًا بعد عام جمهورًا أكبر، وخطتنا للوصول إلى العالمية في السنوات القادمة.”

ومن المقرَّر أن يعقد المهرجان دورته الرابعة في ديسمبر القادم، بالمقر الجديد له في مدينة جدة التاريخية “البلد”، وأن يستقطب عددًا أكبر من الدول المشاركة، ويسجل رقمًا جديدًا في الحضور الدولي المميز، خاصة بعدما أثبت للمهتمين العرب والدوليين أهمية المشاركة، وحجم المنافع التي يمكن أن يقتنصها صناع الأفلام ، ليكون مهرجان البحر الأحمر في صدارة المهرجانات السينمائية في المنطقة العربية، وعلى الدرب الصحيح لخطى المهرجانات العالمية. 

نشارك في كثير من المهرجانات العالمية لعرض الإنجازات الكبيرة التي حققها السوق، وللتعرُّف على المشاريع التي دعمناها وأثبتت وجودنا في مهرجانات عالمية.

فاصل اعلاني