• English
  • 20 يناير، 2025
  • 4:39 ص

إبراهيم الحجاج لـ كراسات سينمائية: دخلت التمثيل بالصدفة، وأحُضِّر لأعمالي بشكل جيد

إبراهيم الحجاج لـ كراسات سينمائية: دخلت التمثيل بالصدفة، وأحُضِّر لأعمالي بشكل جيد

12 August، 2024

لا تتوقف نشاطات الممثل السعودي إبراهيم الحجاج الذي احترف التمثيل بالمصادفة، بعدما كان يركز على الغناء والموسيقي. فهو ما بين المسرح والسينما والتلفزيون، داعمًا نفسه بالعديد من الدورات التدريبية التي أصقلت موهبته، فضلًا عن دراسته للتسويق التي أفادته في الرهان على الأعمال الناجحة، لكنه قبل كل ذلك تعلم كيف يُحضِّر جيدًا للعمل الذي سيُقبل عليه، خاصة بعدما أتى أحد أعماله على نقيض ما يتمنَّى؛ بسبب عدم التحضير الجيد.

في هذا الحوار يوضح الحجاج لـ “كراسات سينمائية” كيف كانت تجربته مع فيلم “سطار”، وما رؤيته لواقع السينما السعودية، وكيف أن انشغاله بالعديد من المهامِّ تضغط على أدائه كممثل.   

مصادفة بحتة

كيف جاء احترافك للتمثيل؟

جاء الأمر بالمصادفة البحتة، فأنا أعتبر نفسي موسيقيًّا طوال الوقت، وبالصدفة توجهت إلى جمعية الثقافة والفنون بالدمام، كنت في تلك الفترة أرغب في تجريب شيء جديد، وكسر روتين حياتي اليومي، والابتعاد عن الموسيقي قليلًا، ومن هنا جاءت البداية.

في أحاديثك تعلن دائمًا عن التحاقك بدورات تمثيل عدة في الخارج، فإلى أي مدى أثرت عليك بالإيجاب؟

التحقت بدورات عديدة استفدت منها كثيرًا، وقد شارك فيها ممثلون مهمون أيضًا، ورأيي الشخصي أنه يجب على الممثل أن يلتحق بدورات تدريبة طيلة عمله في الفن، وعن نفسي لدي دورة جديدة بعد 4 شهور، فهذه الدورات تساعد الفنان على التمكُّن من أدواته وتوظيفها بشكل جيد في الأدوار التي يُقدمها، وفهمه لدوره الذي يقدمه بشكل أعمق.

على الممثل أن يلتحق بدورات تدريبة طيلة عمله في الفن.

تقوم بلعب أدوار متنوعة في الصناعة، ما بين التمثيل والشراكة في الإنتاج؛ بجانب العروض المسرحية التي تُقدِّمها، فهل تعدد المهام يؤثر عليك كممثل؟

لا أخفي عليك أن هذه الأعمال تضغطني بالفعل، فأنا ما بين الإنتاج المسرحي والسينمائي وتقديمي لأدواري كممثل، بجانب شراكتي في منصة فلسفية. كل هذه الأمور تؤثِّر عليّ وعلى وقتي كممثل، خاصة مع حرصي على تقديم عروض الاستاند أب كوميدي التي تحتاج لوقت طويل، ليس فقط في العروض، ولكن بالتحضيرات، حتى تكون ناجحة. لكن هذا الضغط لا أشعر به مع شعوري بالنجاح بعد تقديم الأعمال واستقبال الجمهور لها بشكل جيد.

التحضير الجيد

كيف تعمل على تحضير الأدوار التي تقوم بها؟

اعتبر تحضير الأدوار بمثابة عملية متكاملة، فعند قراءة الشخصية أقوم بدراستها بكافة أبعادها العاطفية والاجتماعية، وأحاول إيجاد مراجع لها، سواء في حياتي من واقع ناس قابلتهم، أو من خلال نماذج عالمية. وابدأ في تكوين تصور عنها بما يتسق مع السيناريو المكتوب، فالماضي يتحكم فيما تكره هذه الشخصية وفيما تحبُّ، وما الذي يجعلها تنفعل؟ وما الذي يجعلها تتحدث بهدوء، ومن ثم التدقيق في هذه التفاصيل يجعلني أبدأ في تدوين ملاحظاتي بالسيناريو، لدرجة أن من يشاهد نسختي منه بعدما أعمل عليها يجدها مليئة بالشخابيط والأوراق المدبسة فيه، لإضافة مزيد من الملاحظات.

هل يعني ذلك أن الشخصيات التي تعرفها تؤثر في أدائك لنماذجها؟

بالتأكيد؛ لأن كل شخصية أقوم بتجسيدها تكون مرتبطة في عقلي الباطن بشخصية أخرى قابلتها في الحياة أو مرَّت علي، وهذا الأمر يجعلني أكثر إلمامًا بالدور وتفاصيله، والتعامل معه وفق ما تستلزمه الأحداث، سواءً كان على خشبة المسرح أو في السينما.

معرفتي بنماذج الشخصيات التي أقوم بها يجعلني أكثر إلمامًا بالدور وتفاصيله والتعامل معه وفق ما تستلزمه الأحداث.

درست التسويق من قبل، فهل أفادتك دراسته في اختيار أعمالك؟

طبعًا؛ لأن صناعة السينما حاليًا هي بيزنس، وجزء من نجاح أي بيزنس يعتمد على التسويق، ومن ثم ففهمك الجيد للتسويق يساعدك على تطوير العمل الذي تقوم به؛ لذا فقد أفادتني هذه الدراسة كثيرًا.

جزء من نجاح أي بيزنس يعتمد على التسويق، ففهمك الجيد للتسويق يساعدك على تطوير العمل الذي تقوم به.

سطار

تجربة “سطار” من أنجح التجارب السعودية في شباك التذاكر، فكيف جاءتك؟ وهل توقعت كل هذا النجاح في مرحلة التحضير؟

تجربة “سطار” من التجارب السينمائية التي أعتزُّ بها، وترشيحي لها جاء من الشباب في “تلفاز 11” وأفلام الشميسي، والمنتج الجميل إبراهيم الخير الله الذي تواصل معي، ومن أول مرة تكلمنا فيها أقنعني بالفكرة كاملة في غضون ساعتين فقط، لا أخفيك أنني أحببت النص جيدًا، لكن التجربة كانت صعبة للغاية بسبب طبيعة الدور، حتي أنني اضطررت للتدريب مدة شهرين على رياضة المصارعة. صحيح أن هناك خدعًا سينمائية في التصوير، لكن كان لا بدَّ من التدريب الجيد وتعلم الرياضة، والحمد لله رد الفعل إيجابي للغاية، لم أكن أتوقعه. وأتمنى أن يكون القادم أفضل. وهنا لا يفوتني توجيه الشكر لكل صناع الفيلم؛ على دورهم في تقديمه بهذه الصورة، فالعمل تجربة متميزة للغاية.

واقع السينما السعودية

كيف تنظر إلى السينما السعودية وما حققته اليوم؟

السينما السعودية تسير بخطى جيدة، وأتمنى أن نسرع أكثر في عجلة الإنتاج، فلدينا إنتاجات سينمائية جيدة، وسيكون أمرًا إيجابيًّا أن نتشجع على إنتاج المزيد، خاصة في ظل الازدهار والانتشار المتوقع لها خلال السنوات المقبلة، فنحن نتحدث اليوم وهناك أفلام سعودية شاركت بمهرجانات عالمية عدة وحصدت جوائز، وهو أمر متميز للغاية، وهناك جيلين من الممثلين، جيل من الشباب يعمل، ويتعلم ويسعى لتقديم تجارب تعبر عنه، وجيل أكبر نحترمه ونقدره ونتعلم منه أيضًا، ليكون لكل ممثل مدرسته الخاصة في الأداء التمثيلي، فنحن نعيش فترة متميزة ومهمة في تاريخ السينما السعودية.

السينما السعودية تسير بخطى جيدة، وأتمنى أن نسرع أكثر في عجلة الإنتاج.

كيف ترى أهمية الأفلام القصيرة لك، وهل من الممكن أن تشارك في تجربة جديدة من خلالها؟

بداياتي كانت من خلال الأفلام القصيرة، وقدمت عدة تجارب كانت متميزة، أضافت لي الكثير، وتعلمت منها، من بينها فيلم “وسطي”، مع المخرج علي الكلثمي، الذي طُرح عبر منصة نتفليكس، بجانب فيلم “300 كيلومتر” الذي فاز بجائزة أفضل فيلم في مهرجان دبي السينمائي الدولي قبل توقفه، وقد استفدت من هذه المرحلة في حياتي، وكان الدرس الأهم لي هو التحضير الجيد للدور، مهما كان العمل؛ لأن إحدى التجارب التي قدمتها كان أدائي فيها سيئًا للغاية؛ كوني لم أحضر جيدًا للشخصية، وتعاملت بشيء من التساهل مع الدور، باعتباره فيلمًا قصيرًا؛ لذا كانت النتيجة أقل من المتوقع، ولا أمانع في تكرار التجربة اليوم، فالأفلام القصيرة ليست للمبتدئين فقط، بل لجميع الممثلين، وهي أنواع سينمائية مهمة، بدليل أنها موجودة في جوائز الأوسكار.

بداياتي كانت من خلال الأفلام القصيرة، قدمت عدة تجارب كانت متميزة، وأضافت لي الكثير.

ماذا عن مشاريعك الجديدة؟

حتى الآن لم أتفق على مشاريع سينمائية جديدة، خاصة أنني أنهيت عرض الاستاند أب كوميدي في لندن الشهر الماضي، وكانت أجواؤه متميزة، كانت العروض الخمس كاملة العدد بحضور جمهور من العرب والبريطانيين، وفي الوقت الحالي تلقيت نصوصًا لم أحسم موقفي منها، فهناك أكثر من عمل من بينهم فيلم مصري سعودي قد أوقع عقده قريبًا.

فاصل اعلاني