• English
  • 8 ديسمبر، 2024
  • 2:00 ص

هشام نزيه: “إبراهيم الأبيض” والجمع بين النقيضين

هشام نزيه: “إبراهيم الأبيض” والجمع بين النقيضين

14 June، 2022

عادة ما تكون الموسيقى التصويرية في الأفلام سنيدًا للقصة والإخراج، لتساعد على تعميق الشعور لدى المشاهد، ولكن مع هشام نزيه تصبح الموسيقى هي البطل الرئيسي للعمل وبدلًا من أن تكون فقط نصف المشهد تصبح أحيانًا المشهد كله.

هشام نزيه مؤلف الموسيقى المصري المبدع الذي تتميز أعماله بأنها جريئة ولا يمكن توقعها، وهو من أمتعنا بأعماله الكثيرة التي منها: “الفيل الأزرق” و”الكنز” و”السبع وصايا” و”الأصليين” و”العهد” لتتوج أعماله أخيرًا بالعالمية من خلال مسلسل “فارس القمر Moon Knight” من إنتاج مارفل.

وبالرغم من أنه لا يتبع نسقًا أو نمطًا محددًا لموسيقاه إلا أنك ستستطيع في أي من أعماله أن تتعرف على بصمته والسحر الخاص به، هذا السحر الذي ظهر جليًا في موسيقى فيلم “إبراهيم الأبيض” من إخراج مروان حامد وتأليف عباس أبو الحسن.

فالموسيقى التصويرية للفيلم جمعت ومزجت بين الموسيقى الصوفية وموسيقى الحضرة من جهة وبين موسيقى الروك اند رول من جهة أخرى، وهو ما بث في وجدان ولاوعي المشاهد الحيرة والتخبط والصراع الذي كان يدور في نفوس شخصيات الفيلم.

فموسيقى الروك الصاخبة والمادية كانت تبدو وكأنها تصارع الموسيقى الصوفية الهادئة والروحية طوال الفيلم، كأنهما قلوب وعقول الشخصيات الذين كانوا يتخبطون طوال القصة بين النجاة باتباع عقولهم والهلاك باتباع قلوبهم حتى هلكوا جميعًا كل بمصيره التعيس.

وبهذا جاءت الموسيقى كأفضل ما يكون للتعبير عن السيرة والملحمة الشعبية التي اكتظت بالعديد من المشاعر المتناقضة من حب وكراهية، وانتصار وهزيمة، وخوف وأمل، وسعادة وحزن، وأخيرًا جنون، فكانت الموسيقى متناقضة ومتقلبة وغير مفهومة كالحياة.

فاصل اعلاني