أضوى فهد: التجربة مكنتني من كسر الرهبة أمام الكاميرا
12 August، 2024
حوار نورة البدوي
بدأت الممثلة السعودية أضوى فهد مسيرتها الفنية كعارضة أزياء وممثلة إعلانات واسكتشات، قبل أن تنتقل إلى عالم التمثيل سواء في السينما أو المسرح أو التليفزيون، كانت أول تجربة تمثيل لها عام 2018 في مسلسل “بدون فلتر”، والتي تعلمت من خلالها كيفية التعامل بشكل أوسع وأكبر مع الكاميرات والمخرجين وغيرها من الأدوات التمثيلية، لتنطلق فيما بعد إلى آفاق أرحب في عالم الفن، حيث قدمت العديد من الأعمال المهمة مثل مسلسلات “الجابرية”، “الزاهرية”، “أم القلايد”، و”ضرب الرمل”، إلى جانب أفلام مثل “جرس إنذار”، و”حد الطار”، وحصلت عام 2003 على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في مسرحية “الحجر” في مهرجان الرياض للمسرح.
أكدت أضوى فهد في حوارها مع “كراسات سينمائية” على أن تعدد خبراتها الفنية ما بين الدراما والسينما والمسرح أفادها الكثير، وأن المسرح بطبيعته المباشرة مع الجمهور كسر لديها العديد من الأصنام، والقدرة على توصيل إحساسها في نفس اللحظة بشكل سلس وبسيط.
تدرج
بدأت مسيرتك كموديل وممثلة إعلانات؛ كيف ساعدك هذا الجانب في الوقوف أمام الكاميرا؟
فعلا هذا التدريج الذي مررت به كان جيدا بالنسبة لي، فقد انتقلت بالفعل من موديل إعلانات واسكتشات إلى عالم التمثيل، وهذا ساعدني على كسر الرهبة أمام الكاميرا، وطور جانبا من أدائي التمثيلي.
انتقلت من موديل إعلانات واسكتشات إلى عالم التمثيل، وهذا طور من أدائي، وساعدني على كسر الرهبة أمام الكاميرا.
لماذا توجهت إلى التمثيل، من الذي اختار الآخر منكما؟
اعتقد أن التمثيل هو الذي اختارني، فمسيرتي كانت تدرجية إلى أن تم اختياري للتمثيل في مسلسل وفيلم كبداية، بعدها أخذت كورسات في التمثيل، بالإضافة إلى خبرة الزملاء السابقين التي أفادتني كثيرا، فلم يبخل أحد علي بأي معلومة كنت اسأل عنها.
هل هناك نصيحة مازالت في ذاكرتك من أي من المخرجين أو المخرجات؟
أجل؛ أتذكر أن أحد المخرجين قال لي أن المشهد الذي لا تشعرين بالرضا عنه يمكنك أن تطلبي اعادته، فهذا جيد وليس عيبا.
خبرات فنية متعددة
تجاربك انقسمت بين المسرح و المسلسلات و السينما، ما الذي أضافته هذه الثلاثية إليك كممثلة؟
هذه الثلاثية أضافت لي الكثير، ففي المسلسلات يتفرج عليك الناس بشكل عام في البيوت، وهذا يعني أحقق لهم المتعة الفنية، فالإمتاع يكون من خلال الشخصية التي تعطيها من نفسك، سواء في مسلسل أو فيلم أو مسرحية. وهذه الثلاثية غيرت في شخصيتي الكثير، فمن الجميل أني أعيش شخصيات ليست شخصيتي الحقيقية، فكل شخصية آخذ منها شيئا ايجابيا، وأحاول عند تقديمها أخرج معها الشيء السلبي الذي أرفضه في شخصيتي. وهذا في عمقه الأبعد يحقق لي الحرية، فالممتع في التجربة بالنسبة لي أنني يمكنني أن أعيش الشخصية الشريرة دون أن يتهمني أحد بأنني شريرة، لأن هذه الشخصية التي قدمتها ليست شخصيتي الحقيقية.
أما المسرح فإن إضافته لي كبيرة، لأنه فن مباشر، فيه رهبة أمام الناس، ومعه انكسرت الأصنام وتلاشت، ففي رحاب المسرح أحسست بالانطلاق.
ونفس الشيء بالنسبة إلى الفيلم و المسلسل، لكن الفارق أن العائلة تذهب إلى السينما تحديدا لمشاهدة الفيلم الذي تمثل فيه أضوى فهد، و هذا شعور خرافي بالنسبة لي، وأطمح في المستقبل أن تذهب العائلات أو الشباب إلى قاعات السينما لمشاهد فيلم لأضوى.
المسرح أضاف لي الكثير، فمعه انكسرت الأصنام وتلاشت، وفي رحابه أحسست بالانطلاق.
من اختارك في أول تجربة تمثيل لك؟
صراحة لا أتذكر، لكن أول مسلسل كانت حلقاته متصلة منفصلة، لكني لا أتذكر بالضبط من المخرجين الذي اختارني، لأن كل حلقة كان لها مخرج مختلف. أما أول فيلم لي فكان فيلك “حد الطار”، فانا ممتنة جدا لهذه التجربة، وقد اختارني لها المخرج “عبد العزيز شلاحي”، كنت سعيدة حين اتصل بي وأخبرني أني مرشحة لدور بطولة في الفيلم، وأنا سعيدة بأني بدأت أول فيلم لي بمستو عال، وأتمنى أن أكون قد قدمت فيه مستوى عال أيضا.
لا أتذكر أول من اختارني للتمثيل، فقد شاركت في مسلسل يتكون من حلقات منفصلة متصلة، ولكل منها مخرج مختلف.
عندما نتحدث عن الفنان والجمهور، فكيف تتعاملين فيما يتعلق بخصوصياتك كتصفيف شعرك وغيرها من الأمور؟
بالنسبة لي العلاقة بين الفنان والجمهور علاقة قوية، بمعنى أن ما يقدمه الفنان، يشاهده الجمهور، ومن ثم يجب أن يكون هناك ترابط بينهما، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
و كأي إنسان الفنان لديه خصوصيات كثيرة لا يريد مشاركتها أو الإعلان عنها للجمهور، إلا أنني في بعض الأحيان أرغب في مشاركة جمهوري بعض الأشياء الخاصة المتعلقة بأدائي التمثيلي للشخصية التي قدمتها في مسلسل أو فيلم أو المسرحية، فانا كإنسان لدي في حياتي الطبيعية أمور أرى أنها لا تهم الجمهور، وأنا بطبعي لدي تحفظ جدا عال، فلا أستطيع نشر كل شيء عن حياتي.
أما ما يخص تصفيف شعري، أو غيره من الأشياء الظاهرة في شكلي، فهذا أمر طبيعي ولا مشكلة فيه، أما إذا تحدثنا عن خصوصياتي الداخلية لا يجب أن يعرف عنها الناس إلا القليل جدا، فتجربة حلاقة شعري أو إحداث تغيير في شكلي سيكون فيه بالتأكيد أخذ ورد، كأن يكون هناك تساؤل “ليش سويت كدا شيء”، خاصة إذا كان أمرا واضحا وربما غريبا مثل حلاقة شعري التي كانت له علاقة بحالة نفسية مررت بها، فشعرت أني في حاجة إلى قص شعري، وفي اعتقادي أن المرأة تغير من حالتها النفسية إذا غيرت من حلاقة شعرها، بل إنه أكثر تغيير جذري نحس به.
سعادة غامرة
تحصلت على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان الرياض للمسرح عام 2023، حدثينا عن هذا الشعور؟
شعور جميل جدا، صراحة أنا كنت أسعى لأهداف كثيرة، من بينها الحصول على جائزة أفضل ممثلة لسنة 2024، وذلك بأن أطور من أدواتي وأدائي، وأن أتعلم وأتثقف في مجال التمثيل والأداء، والحمد لله لدي شعور غامر بالسعادة أن تحقق هدفي في نهاية 2023. سعيدة لأنني شعرت ان هناك تقدير للجهد، فلم أشعر أن الجائزة مقتصرة على المسرح فقط، ولكن شعرتها عن كل شيء قدمته، وقد أعطتني دافعًا معنويًا قويًا كي أطور من ذاتي أكثر وأطمح للمزيد في تحقيق هذا النجاح في أفلام ومسلسلات ومسرحيات أخرى.
ما أقرب عمل فني لك؟
أغلب أعمالي أحبها، لكن الشخصيات التي قدمتها في مسلسلات “الجابرية”، “الزاهرية”، “أم القلايد”، وأفلام “جرس انذار” و”حد الطار”، لمست قلبي أكثر.
كل سيناريو يتطلب أداء تمثيليا مختلفا، كيف تتعاملين مع هذه المسألة؟
أتذكر من حياتي شيئا له علاقة بالشخصية التي سأقدمها، أو أقرا عن شخصيات حقيقية قريبة من الشخصية التي سأؤديها، كي أتمكن من تقمصها ومعايشتها.
مصافحتنا الأخيرة؛ لو لم تختاري مجال التمثيل ماذا كنت ستختارين؟
لو لم أكن ممثلة كنت سأكون امرأة أعمال أو فاشن ديزاينر، لكني لن أنسى حلمي، بأن أكون ممثلة، إلى أن يتحقق.