فيلم حد الطار: يواجه المسكوت عنه
30 July، 2022
استحق فيلم “حد الطار” جائزة لجنة التحكيم الخاصة في الدورة الأخيرة لمهرجان القاهرة السينمائي، وتحمل اسم صلاح أبو سيف، وحازها المخرج عبد العزيز الشلاحي، وأيضا جائزة أحسن ممثل لفيصل الدوخي، بطل الفيلم. جائزتان جديرتان بترسيخ طاقم الفيلم في ذاكرة السينما السعودية. مزج الفيلم بين مواضيع عدة عاشها المجتمع السعودي، وتحديدا مجتمع مدينة الرياض، في حقبة مفصلية من عمره. الطابع الشعبي للفيلم(تأليف مفرج المجفل) أو التكنيك الذي من خلاله استوعب جملة من التناقضات، وتوظيف قصة حب، مع إطلالة على العوالم الخفية، شكل دعامة للفيلم وقربه من المتفرجين والنقاد على حد السواء.
نافس فيلم “حد الطار”، وهو الفيلم الثاني للمخرج الشلاخي، بعد “مسافة صفر”، أفلام عربية قوية في مهرجان القاهرة السينمائي، ومع ذلك انتزع جائزتين مهمتين. يعبر عبد العزيز الشلاخي عن لحظة جديدة في صناعة السينما بالسعودية، وله رؤية يمكن وصفها بالواعية، في كيف يمكن إخراج فيلم ناجح، دون إخفاقات تذكر.
بدت قدرة المخرج لافتة في توجيه الممثلين، ودفعهم إلى استثمار كل ما لديهم من إمكانات. أداء رواية أحمد كان فاتناً في دور ابنة “الطقاقة”، وأيضا أضوى فهد، كان دورها يثير الاعجاب، إلى جانب مقدرة فيصل الدوخي التي تجلت واضحة، وهو يمثل دور فرد في عائلة، تتوارث مهنة صعبة.
المتفرج للفيلم يعثر على نفسه يطل على ثنائية جديدة، ثنائية السيف والطار (الطبل)، الأول يعني الموت، والثاني، يتسلل إلى أدق مسام الجسد، ويحرك كل خلجة فيه، طرباً. السيف يحول الجسد إلى مجرد جثة هامدة، والطبل ينفخ الحياة في الأجساد. في معنى ما، هي ثنائية الحياة والموت، فبطل الفيلم يعبر عن عدم رغبة في أن يكون سيافاً، أي يمتهن تنفيذ حد القتل، طبقاً للشرع الإسلامي، مهنة والده وجده، ويذهب في علاقة حب رائعة مع ابنة الطقاقة، مشعلة الفرح والحياة.
التقاط ذكي من مؤلف قدير، وتوظيف مدروس يحلق بفنية عالية، من مخرج بارع.
بدت قدرة المخرج لافتة في توجيه الممثلين، ودفعهم إلى استثمار كل ما لديهم من إمكانات