“سينما المرأة” لقاء نظَّمته “هيئة الأفلام” افتراضيًّا
13 June، 2023
صادق الشعلان
نظمت هيئة الأفلام لقاءً افتراضيًّا حول “سينما المرأة”، شارك في مجرياته نقاد وممثلون ومعنيون بالفنِّ السينمائي. الكاتبة منال العويبيل التي أدرات الحوار أكَّدت “حرص وزارة الثقافة، ممثلةً في هيئة الأفلام، على عقد وتنظيم هذه اللقاءات المفتوحة، والحديث فيها عن موضوعات شاملة، مثل السينما وقضاياها، بحيث تكون منصَّة للمهتمين من كلِّ الأطياف، وخلق نقاش وتبادل معلومات وإيجاد الحلول”.
وتركَّز موضوع النقاش على تمكين المرأة سينمائيًّا، وفي مقدِّمة اللقاء تناولت العويبيل حضور المرأة في السينما العربية، والسعودية تحديدًا، مشيرة إلى أنه موجود بشكل حقيقي وفعَّال، “الاختلاف يكمن حول مدى هذا التمكين ومدى حضوره، وهل يحقِّق الإمكانات الكاملة لحضور المرأة السعودية؟ وهل هو حضور شكلي أم أنه حضور فعَّال بشكل كامل؟”.
بلا تصنيف
من جانبها دعت أستاذ المونتاج في معهد السينما بأكاديمية الفنون بالقاهرة، وصاحبة أول معهد لتعليم السينما افتراضيًّا، الدكتورة منى الصبان، إلى ضرورة الاهتمام بالمرأة سينمائيًّا من خلال البحث عن الموهوبات وتشجيعهنَّ وتعليمهنَّ فنون السينما، آخذةً في الاعتبار أن السينما في العموم عمل واحد “فليس هناك سينما رجالية وسينما نسائية، فالسينما لا تتحمَّل هذه التصنيفات”.
وتلفت الصبان انتباه الحضور إلى أهمية السيناريو، ومعاناة السينما العربية بصفة عامة من افتقادها لكُتَّاب السيناريو، قائلة: ” فنحن نملك مخرجين رائعين ومصورين ممتازين ومهندسي ديكور على مستوى عالٍ، إلا أننا لا نمتلك كُتاب سيناريو كثيرين”.
الممثلة السعودية ريم الحبيب تتَّفق مع الدكتورة الصبان على أهمية السيناريو، وكونه العمود الفقري لأي عمل سينمائي، ملاحِظةً اختفاء المرأة الكاتبة للسيناريو، “ففي أغلب الدول العربية، وتحديدًا السعودية، كتابة السيناريو يتولَّاها رجال، ليس بتعمُّد منهم لاحتكارها، ولكن هذا هو الحال” مؤكِّدة أنه “من الصعب أن يحكي رجل بلسان امرأة”.
وترى الحبيب أن هناك عوامل أسهمت في تأخُّر تمكين المرأة سينمائيًّا، التمكُّن الذي يُفترض أن يكون، وأوجزت ذلك في عدَّة أسباب، بداية من مشاركة الرجل لها البطولة، وقلة- إن لم يكن انعدام- انفرادها بالبطولة كاملة، فضلًا عن الصداقات التي تجمع بين الفنانين والفنانات التي تركِّز على أسماء دون غيرها، “بغضِّ النظر كون هذه الأسماء جيدة تمثيليًّا أم غير جيدة، فالديدن هنا تحكمه الصداقة”، إضافة إلى اختزال دور المرأة كصانعة فيلم في مهامَّ محددة، وعدم وجود كاتبات سيناريو دليل على ذلك.
منى الصبان: ليس هناك سينما رجالية وسينما نسائية، فالسينما لا تتحمَّل هذه التصنيفات.
ريم الحبيب: في أغلب الدول العربية، وتحديدًا السعودية، كتابة السيناريو يتولَّاها رجال، ليس بتعمُّد منهم لاحتكارها، ولكن هذا هو الحال.
صوت السينما
بدورها دعت المحرِّرة الثقافية في صحيفة اليوم أكابر الأحمدي إلى الكتابة عن المرأة في ظلِّ رؤية المملكة للتنمية المستدامة لعام 2030، والابتعاد عن الموضوعات المستهلكة، وتطرقت إلى الافتقاد للكتابة المتخصِّصة “التي تأتي عن طريق الدِّراسَة، واستخدام أدوات صحيحة تساعد على كتابة جيدة”.
المخرجة السعودية هند الفهاد أوضحت أن ما يهمُّها هو رحلة الإنسان في الفيلم، وكيفية ترجمة الحكاية “سواء كان الكاتب رجلًا أو امرأة “، وتضيف: “صحيح أنا كامرأة تعنيني قصة المرأة، وأحب أن أناقش كافَّة موضوعاتي كامرأة، لكن هذا لا يعني أنني محصورة في موضوعات المرأة، وبالتالي هذا لا يضعني ضمن تصنيف محدَّد”، مُذكرةً الحضور بأهمية السينما قائلة “صوت السينما عندنا كان غائبًا لمدة طويلة، بينما قصصنا ما زالت تكبُر وتتنامى، وتستحقُّ أن تُحكى للعالم، ونحن ننتصر للقصص التي تمسُّنا أكثر بغضِّ النظر عن جندرها”.
أما الفنان السعودي حسن عسيري فقد أثنى على مشاركة المرأة للرجل في النقاش، وحديث كلٍّ منهما عن الآخر قائلًا “المرأة لديها تفاصيل دقيقة ومهمة، حتى لو العمل عن الرجل” موضحًا حاجتنا الملحة إلى المرأة الكاتبة والمخرجة، ويذهب العسيري في مُجمل رؤيته إلى الحديث عن التباين والاختلاف في الطرح، مما ينعكس على طريقة التلقِّي والتفاعل معه، مؤكِّدًا أن “ما يعدُّ لدينا قضية مهمَّة، قد يكون في مجتمعات أخرى كذلك”.
وقد شهد اللقاء مشاركات عديدة من صناع السينما، ومن محررين أو مستثمرين أو معنيين، تناولوا الكثير من الجزئيات المهمَّة، مثل سرعة ظهور السينما السعودية رغم قرب الاهتمام بها، وكون ذلك مؤشرًا جيدًا على مستقبل واعد ينتظرها، إضافةً إلى تسليط الضوء على أفلام ناقشت كلَّ ما يخصُّ المرأة، حتى إن كان موضوعها الأساسي بعيدًا عن ذلك.
هند الفهاد: صحيح أنا كامرأة تعنيني قصة المرأة، وأحب أن أناقش كافَّة موضوعاتي كامرأة، لكن هذا لا يعني أنني محصورة في موضوعات المرأة.
حسن عسيري: المرأة لديها تفاصيل دقيقة ومهمة حتى ولو كان العمل عن الرجل.