• English
  • 4 نوفمبر، 2024
  • 5:13 ص

الرئيس التنفيذي لشركة رواد ميديا ممدوح سالم: الشغف هو المحرك الأساس لأي حلم يطمح لتحقيقه الإنسان

الرئيس التنفيذي لشركة رواد ميديا ممدوح سالم: الشغف هو المحرك الأساس لأي حلم يطمح لتحقيقه الإنسان

12 August، 2024

يتوقع المنتج والرئيس التنفيذي لشركة “رواد ميديا” ممدوح سالم أن يستمر الدعم السخي الذي يقدمه كل من “مهرجان الأفلام”، و”مهرجان البحر الأحمر” لمدة خمس سنوات قادمة على الأقل؛ وذلك لتمكين المبدعين السعوديين، ودعم المحتوى المحلى، ويرى سالم أن المحرك الأساس في تحقيق أي عمل أو حلم هو ألا يفقد صاحبه الشغف، وضرب مثلًا بما حدث معه حين تخرج من جامعة الملك بن عبد العزيز، وكان عضوًا في منتدى المسرح، لكنه وجد أنه فقد الشغف، فأسس فرقة الرواد للمسرح الشامل عام 2000، تلك التي طورها عام 2005 لتصبح “الرواد ميديا” التي قدم من خلالها أول مهرجان سينمائي سعودي عام 2006 تحت مسمى “مهرجان جدة للعروض المرئية”، في هذا الحوار يؤكد سالم لكراسات سينمائية على شغفه الدائم بالمغامرة والبحث عن آفاق أوسع للفيلم السعودي، وأنه سينتج خلال هذا العام ثلاثة مشاريع فنية، أحدها الآن في مرحلة المونتاج. 

المحرك الأساس

ما الذي حفّز ممدوح سالم ودفعه لخوض مجال الإنتاج، ومن أين أتت فكرة تأسيس الشركة، وإن كان هناك من فرص فنية حظيت بها، وخطوات قادمة لها؟.

الشغف هو المحرك الأساسي لاي مشروع أو حلم يطمح لتحقيقه الإنسان، فالبداية كانت من الإنتاج المسرحي، وكان ذلك عندما تخرجت من جامعة الملك عبد العزيز بجدة، حيث كنت حين ذاك منتميًا لنادي المسرح بجامعة المك عبد العزيز، وبعد تخرجي من الجامعة وجدت نفسي مفتقدًا لممارسة الشغف، فعملت على تأسيس فرقة “الرواد” للمسرح الشامل، وكان ذلك في عام 2000 م، قدمت العديد من الأعمال المسرحية، وكان تركيزي على المسرح الاجتماعي ومسرح الطفل، وفي 2005 لمعت فكرة تأسيس شركة “رواد ميديا” لتوسعة مشاريع الإنتاج، وكان أول مشروع عملنا عليه تأسيس أول مهرجان سينمائي سعودي بمسمى “مهرجان جدة للعروض المرئية”، حيث عملنا على ذلك المشروع عام كامل، وظهر للنور في عام 2006 م، وسجل كأبرز حدث ثقافي في العالم العربي وفقًا لمركز المعلومات واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري.

أما بخصوص الفرص الفنية فإنني أسعى جاهدًا لخلق الفرص المناسبة، ولعل من بينها لقائي مع وزير الثقافة والإعلام إياد مدني عام 2006 لخلق فرصة لمشاركة الفيلم السعودي ضمن الخارطة الثقافية، التي كانت تنفذها الوزارة ضمن برنامج الأسابيع الثقافية في دول العالم.

أما عن الخطوات القادمة فلدينا خطة عمل لإنتاج ثلاثة أفلام سعودية عام 2024، وسيتم الإعلان عنها قريبًا.

بعد تخرجي من الجامعة كنت مفتقدًا للشغف، فعملت على تأسيس فرقة “الرواد” للمسرح الشامل، وفي 2005 لمعت فكرة تأسيس شركة “رواد ميديا”.

أول مشروع عملنا عليه في “رواد ميديا” كان تأسيس أول مهرجان سينمائي سعودي تحت عنوان “مهرجان جدة للعروض المرئية”.

ممدوح سالم الرئيس التنفيذي لشركتي “سينما 70 “، و”رواد ميديا”، لكل منهما اهتمامات ومشاريع وطموح. في تصورك ما الذي يُشجع ذوي الاهتمامات السينمائية على قبول إدارة شركتين، وتوزيع وقتهم بينهما؟ هل هو شغف أم أحوال سينمائية مشجعة، أم ماذا بالضبط؟

للتوضيح “سينما 70” علامة تجارية لدور سينما متنقلة تابعة لشركة رواد ميديا (الأم)، وموخرًا عملنا على هيكلة إدارية جديدة لشركة “رواد ميديا” بما يتناسب مع تطلعات الرؤية الثقافية للمملكة، حيث إن النهضة الثقافية والتطور المتسارع للمملكة والبيئة السينمائية التي أصبحت متوفرة لدينا خلقت دافعًا كبيرًا ووتيرة متسارعة لمواكبة كل تلك التطورات، كي نكون جزءًا من تلك النهضة.

“سينما 70” هي علامة تجارية لدور سينما متنقلة تابعة لشركة رواد ميديا، التي أجرينا عليها هيكلة إدارية بما يتناسب مع تطلعات الرؤية الثقافية للمملكة.

كيف ترى فكرة شروع الفنان – ممثلًا كان أو مغنيًا- في إنشاء شركة إنتاج؟ لا سيما أن الفنانين ذوي حس رومانسي لا يتواءم مع طبيعة عمل شركات الإنتاج.

قد يكون الوضع لدينا في المملكة مختلفًا نوعًا ما، حيث كانت الفرص محدودة جدًّا سابقًا، الأمر الذي يجبرك لتاسيس منشأة تعمل من خلالها لخلق فرص عمل فنية وممارسة شغفك بكل حرية؛ لذلك تجد كثيرًا من الفنانين يمتلكون شركات فنية، لكن الوضع الآن تغير تمامًا، وأصبحت هناك فرص كثيرة وكبيرة تجعل الفنان يستطيع التركيز على موهبته وشغفه، وسيجد من يعمل على دعمه وتطويره، وهذا يعود لتعدد منصات العرض الفنية والانفتاح الثقافي الذي حدث في المملكة.

الميزانية والإيرادات

إيرادات سينمائية سعودية ملفتة تتجاوز نصف مليار سعودي منذ عام ٢٠١٨، كيف تلقيت خبر أن تصل إيرادات السينما السعودية لهذا المبلغ في سنوات قليلة؟.

بالتأكيد هذا يعود أولًا للدور الذي تولية وزارة الثقافة مع شركائها من القطاعات الحكومية والخاصة، والتي تحرص على أن يكون شباك التذاكر السعودي ضمن أهم عشرين سوقًا في العالم، وثانيًا تمكين المبدعين السعوديين، ودعم المحتوى السعودي، وكذلك خلق البيئة السينمائية المناسبة.

لك محاولاتك وأنت صاحب ريادة وتجربة في عالم مهرجانات السينما، والآن نشهد تنظيم “مهرجان الأفلام السعودية”، و”مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي”، ما انعكاس ذلك على ممدوح سالم؟.

أي نشاط سينمائي في المملكة يمثل لي جزءًا من حلم عملت عليه منذ سنوات، وأتمنى أن يكون لدينا مهرجانات سينمائية متنوعة ومتخصصة في أنحاء مختلفة من مدن مملكتنا الحبيبة، والجميل أن مهرجان البحر الأحمر اكتسب صفة المهرجان العالمي في فترة قصيرة جدًّا، حيث استقطب أهم صناع السينما في العالم. وكذلك مهرجان أفلام السعودية الذي اكتسب صفة المهرجان الوطني الذي يعمل على احتضان المواهب المحلية.

العديد من المسلسلات والأفلام السينمائية يُعتمد لها ميزانية ضخمة، مع أنها في نظر نقاد ومتابعين لا تستحق، فما تعليقك؟ وهل هناك آلية تُفضل اتباعها لإقرار ميزانية مناسبة للعمل الفني؟

لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع، فلكل منصة عرض آلية عمل وجمهور يختلف عن المنصة الأخرى، فمنطقيًّا لن تقوم جهة عرض، سواءً كانت قناة تلفزيونية أو منصة رقمية، بتمويل ضخم لأي عمل، مالم يكن هناك دراسة لهذا المشروع، وتحقيقه إيرادات ضخمة، حيث إن سوق الإنتاج الفني لا يخضع لمعايير فنية أو نقدية، بل يتحكم به المال والجمهور العام.

ولا يمكن أن تكون هناك من آلية ثابتة بين جميع منصات العرض، في ظل الانفتاح الرقمي لمنصات العرض، والتنافس الشرس فيما بينهم.

لن تقوم جهة عرض، سواء كانت قناة تلفزيونية أو منصة رقمية، بتمويل لأي عمل مالم يكن هناك دراسة لهذا المشروع، ومدى تحقيقه إيرادات ضخمة.

هل من معايير يحملها ممدوح سالم في اختيار أماكن التصوير، وأيضًا كيف يرى تسخير مواقع سعودية للتصوير بإجراءات محفزة؟.

العمل الفني هو ما يحدد معايير مواقع التصوير، وبحكم أنني من أبناء مدينة جدة، أجد عقلي اللاواعي يقودني إلى اختيارات مرتبطة بمدينة جدة أو مكة المكرمة، وفي الواقع لدينا في المملكة تنوع جغرافي وتاريخي، وإرث ثقافي يحفزنا على إنتاج محتوى محلي رائع، ويستقطب أهم بيوت الإنتاج العالمية للتصوير في المملكة.

الذكاء الاصطناعي

كيف ترى استعانة شركات إنتاج بالذكاء الاصطناعي، والاستغناء عن بعض من طاقم العمل؟

تعمل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على تحسين أداء المؤسسات وإنتاجيتها، عن طريق أتمتة العمليات أو المهام التي كانت تتطلب القوة البشرية فيما مضى. كما يمكن للذكاء الاصطناعي فهم البيانات على نطاق واسع لا يمكن لأي إنسان تحقيقه، لقد أصبح الذكاء الاصطناعي مصطلحًا شاملًا للتطبيقات التي تؤدي مهام مُعقدة، كانت تتطلب في الماضي إدخالات بشرية، حيث إن المبدأ الرئيسي للذكاء الاصطناعي هو أن يحاكي ويتخطى الطريقة التي يستوعب ويتفاعل بها البشر مع العالم من حولنا، الأمر الذي أصبح سريعًا الركيزة الأساسية لتحقيق الابتكار. ‏‫خلال دراستي الجامعية في جامعة الملك عبد العزيز في تخصص الحاسب الآلي كان لدينا مادة الذكاء الاصطناعي، وكيف سيكون لها أثر في عمل ثورة رقمية واقتصادية في العالم، والسينما جزء من العالم الاقتصادي؛ لذلك ستجد أن وظائف سيقوم بها الذكاء الاصطناعي، حيث ستخلق وظائف جديدة، وهذه هي طبيعة الحياة، تموت وظائف وتخلف وظائف جديدة.

فرص للتواصل

ثلاث نسخ من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، فما الانطباع الذي تولّد لديك حيال هذه النسخ الثلاث، وما النسخة التي وجد فيها ممدوح سالم منعطفًا إيجابيًا لشخصه، أو على السينما بصفة عامة ؟

فخور أولًا كمواطن سعودي وثانيا كسينمائي، بما قدمه مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي خلال دوراته الثلاث، حيث استطاع خلال فترة قصيرة جدًّا أن يكون المهرجان الأقوى في منطقة الشرق الأوسط، وأصبح اهتمام صناع السينما كبيرًا باتجاه المهرجان، خاصة أنه يتطور من عام لآخر، ولعل تنوع برامجه ومبادرته وتوفُّر سوق للسينمائين أعطى المهرجان قيمة كبيرة.

أما عن النسخة الإيجابية بالنسبة لي فكانت الدورة الأولى؛ لأني رأيت  حلمي يتحقق بأن يكون في جدة مهرجان سينمائي دولي.

أنا فخور كمواطن وسينمائي سعودي بما قدَّمه مهرجان البحر الأحمر خلال دوراته الثلاث، فقد أصبح في فترة قصيرة المهرجان الأقوى في منطقة الشرق الأوسط.

جرى تدشين جمعية الأفلام السعودية، وسبقها تدشين جمعية السينما، وكونك عضوًا مؤسسًا للجمعية فهل هناك أهداف مشتركة بين الجمعيتين؟

جميعة الأفلام هي جمعية مهنية، تهدف إلى تقديم فرص للتواصل والتعاون، ورعاية مصالح روَّاد القطاع وأهم عناصره، وتشكيل روابط مهنية بين صنّاع الأفلام والمعنيين في هذا المجال بالمملكة، وتعزيز أفضل الممارسات لقطاع الأفلام. وتهدف الجمعية- من خلال أعمالها- إلى زيادة قاعدة العضوية للجمعية والانضمام إلى الجمعيات الدولية المتخصصة، وتطوير قواعد الممارسة الاحترافية في قطاع الأفلام.

كما تسعى للارتقاء بمستقبل المهنيين من خلال توفير فرص التعليم والتدريب، وتعزيز شبكات التواصل المهني وتقدير المواهب والإبداع في قطاع الأفلام، وتعمل على التأثير على التشريعات والسياسات التي تعكس مصلحة هذا القطاع، وفي النهاية، تعمل الجمعية على تمثيل صوت المهنيين في القطاع؛ لضمان تحقيق مصالحهم.

أما جمعية السينما فهي جمعية أهلية متخصصة تعمل على تطوير قطاع السينما، ونشر الثقافة السينمائية، وتنظيم الفعاليات المتعددة الأشكال لزيادة الوعي العام بأهمية القطاع.

والجمعيتان تعملان على خدمة قطاع السينما وتطويره، كل بحسب أهدافه، ليكون دورهما متكاملًا.

هل تتوقع أن يستمر الدعم السخي من قبل هيئة الأفلام ومهرجان البحر الأحمر وسواهما من المؤسسات الداعمة؟ وكيف ترى آلية هذا الدعم؟

نعم أتوقع أن يستمر الدعم على الأقل خمس سنوات، وذلك بهدف تمكين المبدعين السعوديين، ودعم المحتوى المحلى، وبرأي أنه دعم سخي وفرصة كبيرة للسينمائيين كي يقدموا أعمالًا مميزة تحقق تطلعات القيادة الثقافية.

أتوقع أن يستمر الدعم السخي الذي تُقدِّمه “هيئة الأفلام” و”مهرجان البحر الأحمر” لمدة خمس سنوات على الأقل؛ وذلك بهدف تمكين المبدعين السعوديين.

ما مشاريعك قيد الإنجاز؟

لدي ثلاثة مشاريع سينمائية حاليًا قيد الإنجاز، وقد تم الانتهاء من مرحلة التصوير في المشروع الأول، وهو فيلم بعنوان “بنات الدار”، وتجري حاليًا عمليات المونتاج والمكساج وتصحيح الألوان، ليكون جاهزًا في نهاية العام الحالي.

فاصل اعلاني