• English
  • 4 نوفمبر، 2024
  • 3:43 ص

علي الكلثمي: أعتبر نفسي مخرجًا حرًّا ويهمني كثيرًا أن يحب الجمهور مندوب الليل

علي الكلثمي: أعتبر نفسي مخرجًا حرًّا  ويهمني كثيرًا أن يحب الجمهور مندوب الليل

12 August، 2024

حوار: محمد عبد الرحمن

على الكلثمي مخرج ومؤلف سينمائي، ولد في مدينة النماص، وعاش في مدينة الرياض، التحق بكلية التربية قسم الحاسب الآلي، ثم عمل في مهنة التدريس، لكن شغفه بالسينما بدأ منذ الطفولة، حتى أنه أصبح أحد مؤسسي مشروع أستوديوهات “تلفاز 11″، والذي يطمح من خلاله إلى تحقيق إنجازاتٍ كبيرة، شارك في أكثر من عملٍ طوال مسيرته الفنية، مثل “خمبلة”، “كيس رمضاني”، “فليم”، “وسطى”. ويُعتبر “مندوب الليل” أول أعماله السينمائية الطويلة، والذي قام بإخراجه والمشاركة في كتابته مع محمد القرعاوي، والفيلم مزيج من الدراما والتشويق، حيث تدور أحداثه حول شخصية “فهد القضعاني” الذي يعمل مندوبًا لتوصيل الطلبات في الليل، والذي نعيش معه مشكلاته واضطراباته النفسية، وما يُقابله خلال تجواله الليلي في شوارع مدينة الرياض أثناء عمله، ونرى من خلاله جانبًا مختلفًا من المجتمع السعودي، بعيدًا عن الصورة النمطية المأخوذة عنه.

6 سنوات

الفيلم عرض لأول مرة عالميًّا في مهرجان تورنتو، وسعوديًّا في مهرجان البحر الأحمر دورة 2023، لكن كثيرين لا يعرفون أن الفكرة بدأت قبل سنوات طويلة، فكيف ذلك؟

بالفعل الفترة الزمنية بين عرض الفيلم والتفكير في القصة تصل إلى نحو 6 سنوات تقريبًا، حيث بدأت العمل على السيناريو في عام 2017، وكان أول الخيط جلسة في منزل أحد الأصدقاء بصحبة محمد القرعاوي، وكان معنا عدد من النجوم، حيث جاء مندوب توصيل، وفوجئ أنه داخل منزل به مجموعة من المشاهير، وخرجت الفكرة من تناقض شعوره أنه دخل عالم آخر، وشعورنا نحن أنه شخص هامشي في حياتنا، يأتي ويخرج في دقيقة من أجل توصيل بضاعة والحصول على ثمنها، لكنه في النهاية أساس السهرة، لو تأخَّر تتغير الخطة بالكامل، ومن هنا بدأنا مشوار كتابة فيلم عن شخص عادي ومهمَّش، لكن مع تعدُّد الأبعاد، مثل عمله في الليل، وعلاقاته المضطربة مع الجميع، وبالتعاون مع القرعاوي تم صياغة نحو 13 نسخة من السيناريو، حتى تم الاستقرار على النسخة الأخيرة المناسبة للتصوير . 

6 سنوات من الكتابة ثم التصوير وصولًا للعرض، يعتبرها الكثيرون فترة طويلة للغاية في صناعة السينما؟

لا أعتبر المدة التي أخذتها في التحضير والتنفيذ طويلة، فقد كنت أرغب في تقديم عمل يظلُّ حيًّا في ذاكرة الجمهور، كما أن ارتباطي بشركة تلفاز 11، كوني أحد مؤسسيها، أضاف على عاتقي مهام كثيرة، وبوصفي منتجًا تنفيذيًّا أقوم بمتابعة الأعمال التي نُنفذها؛ لذا كنت أريد الاطمئنان على باقي مشروعات الشركة قبل البدء في عملي الأول، ومع الأسف نحن مُعتادون في منطقة الشرق الأوسط على المشاريع السريعة، ولكن من الطبيعي جدًّا أن يأخذ الفيلم 3 سنوات على الأقل ليتم إنتاجه في دول أخرى.

لا أعتبر الست سنوات التي قضيتها في التحضير لـ “مندوب الليل” مدة طويلة، فقد كنت أرغب في تقديم عمل يظل حيًّا في ذاكرة الجمهور.

لكن الفيلم يبدو وكأنه ليس شبيهًا بمشروعات “تلفاز 11″، كيف تصنفه؟

مشروعات “تلفاز 11” منذ البداية تميل أكثر للجانب الكوميدي أو الفانتازي، وإن كنا نعمل حاليًا على تنوع يلبي  تطلعات المتفرج السعودي، لكن عندما أتصدى لعمل كمخرج أحب أن أكون مقتنعًا به ومناسبًا لأفكاري، وهو ما وجدته في قصة “مندوب الليل” الذي يمكن تصنيفه بأنه فيلم جاد ودرامي، ويقدم كوميديا سوداء إذا صحَّ التعبير، فهو يحتوي على دراما أكثر، وفيه قدر من التشويق، أما قصته فهي تدور حول شخصية واحدة تُعتبر محور الأحداث،  بشكل أكثر تحديدًا كنت أرغب في تقديم قصة مختلفة تكسر النمط التقليدي المعروف عن المجتمع السعودي، والتعبير عن الأشخاص المُهمشين من الطبقات الاجتماعية والاقتصادية المتوسطة، فعلى الرغم من أن مندوب التوصيل يدخل كل المنازل، ويعلم عن أصحابها معلوماتٍ كثيرة، إلا أنهم يعتبرونه مُهمشًا، ولا دور له في حياتهم.

التصوير ليلًا

لماذا اخترت أن يتم تصوير الفيلم في الليل؟

لأن ليل مدينة الرياض فيه حالة من الغموض والجاذبية، مما يؤثر على الفيلم وبطله الرئيس “فهد”، ولأن المغامرات تحدث غالبًا في هذه الفترة من اليوم، علاوةً على أن البطل يعمل كمندوب توصيل وأوقات عمله كلها في الليل، وهذا سيُساعده في ظهور اضطراباته الشخصية، وقد أعطى اسم “مندوب الليل” للفيلم رونقًا خاصًا به.

بالتأكيد التصوير الخارجي أكثر صعوبة من الداخلي، لكن ماذا عن التصوير الخارجي في الليل فقط؟

استمر التصوير لمدة 55 يومًا، ونفذناها كلها خلال الليل، مما جعله أمرًا صعبًا، وجعلنا نواجه الكثير من التحديات، فهذا أتعب فريق العمل وأرهقهم، لكنه كان مفيدًا للبطل الرئيس الذي جسده محمد الدوخي؛ لأنه ساعده في ظهور ملامح الإرهاق والإجهاد على وجهه، وهى من سمات الأشخاص الذين يعملون في أوقاتٍ متأخرة، مما جعل حالته طبيعية وصادقة، ويهمني هنا الإشادة بمدير التصوير أحمد طاحون الذي أضاف الكثير للتجربة.

استمر التصوير 55 يومًا، نفذناها كلها خلال الليل، مما أرهق فريق العمل، وجعلنا نواجه الكثير من التحديات، لكن ذلك ساعد بطل الفيلم على الظهور بملامح الإرهاق والإجهاد المطلوبة.

فريق العمل

بمناسبة الحديث عن “الدوخي” لماذا تحمست له كبطل للفيلم، رغم أنه بالأساس ممثل كوميدي؟

أنا صديق لـ “الدوخي” منذ أكثر من 20 عامًا، وأعلم جيدًا أنه يمتلك قدرات أكبر بكثير مما يُقدمها في الكوميديا، بالإضافة إلى أن ممثلي الكوميديا يستطيعون تقديم الأدوار الجادة بسبب إمكاناتهم الكبيرة، ولكنهم محصورون فقط في هذه النوعية.

وماذا عن باقي فريق العمل؟

حرصت على تكوين مزيج بين الفنانين أصحاب الخبرة الطويلة، مثل الفنان محمد الطويان الذي قدم شخصية الأب، والذي كان لنا الحظ في العمل مع قامة مهمة مثله، فهو المسؤول عن سردية كبيرة في الدراما السعودية، وقام بتقديم عدد كبير من النجوم، علاوةً على فنانين شباب، مثل أبو سلو الذي أعتبره من الأجيال الجديدة التي أتنبأ لها بمستقبلٍ كبير.

حرصت على تكوين مزج بين الفنانين أصحاب الخبرة الطويلة، مثل محمد الطويان، وعدد من الفنانين الشباب، مثل أبو سلو الذي أعتبره من الأجيال الجديدة ذات المستقبل الكبير.

لماذا اخترت الفنانة سارة طيبة تحديدًا لهذا الدور؟

سارة فنانة متميزة وموهوبة، واختياري لها كان بسبب صوتها المميز، ولأنها تستطيع تقديم شخصية الإغواء بشكلٍ لطيف، وجاءت شخصيتها لتعكس صورة المرأة السعودية حاليًا، وكيف تراها عقلية الرجل المضطرب بشكل مغاير، وكنت سعيدًا لأنها وافقت على الدور حتى قبل قراءته دعمًا لتجربتي.

مخرج حرٌّ

أيهما أهم لك كمخرج، الجوائز أم شباك التذاكر؟

لا أهتمُّ كثيرًا بحصد الجوائز من المهرجانات، فوجودي في مهرجان البحر الأحمر شرف لي، ولكن كل ما يُعنيني وأرغب فيه حقًّا هو أن يُحب الجمهور فيلم “مندوب الليل”، وأن يحصل على احترامهم له ويرونه عملًا مختلفًا.

لا أهتمُّ كثيرًا بحصد الجوائز من المهرجانات، ولكن كل ما أرغب فيه حقًّا هو أن يُحب الجمهور فيلم “مندوب الليل”.

كمنتج تنفيذي تعمل مع “تلفاز 11″، لكن كمخرج هل ستكون جهودك حصرية للشركة الرائدة في سوق الإنتاج السعودي؟

أعتبر نفسي مخرجًا حرًّا، يمكنني العمل مع أي كيان إنتاجي طالما اتفقنا سويًّا، وجمعت بيننا لغة مشتركة، ولكنني من مؤسسي “تلفاز 11” وأمتلك طموحًا كبيرًا أرغب في تحقيقه معهم.

لاحظت إشادتك المستمرة بفريق العمل الذي وقف إلى جوارك خلف الكاميرا ..؟

كنت فخورًا جدًا مع فريقي التقني لـ “مندوب الليل” من تصوير وإضاءة وغيرهما، والذي يُعتبر بالكامل من المصريين، مثل أحمد طاحون مدير التصوير، ونيرڤانا الشناوي مصممة الإنتاج، وكنت سعيدًا بالعمل معهم، مما جعلني أتمنى أن يتم عرض الفيلم بدور العرض المصرية عن قريب.

كنت فخورًا مع الفريق التقني لـ “مندوب الليل” من تصوير وإضاءة وغيرهما، والذي يُعتبر بالكامل من المصريين، مما جعلني أتمنى أن يعرض الفيلم بدور العرض المصرية عن قريب.

فاصل اعلاني