8 July، 2022

كراسات سينمائية – “متابعات”

شكل خبر عودة المخرج الإسباني فيكتور إريثيه إلى عالم السينما مفاجأة كبيرة في الأوساط السينمائية الإسبانية والعالمية، فهو يعود بعد انقطاع دام لأكثر من 30 عامًا عن عالم الإخراج السينمائي.
وإريثيه مثال حي على أن عبقرية المخرج لا تكمن في عدد أعماله وإنما في جودتها، فهو لم يخرج سوى : “El Sur” الجنوب و“El espíritu de la colmena” روح خلية النحل، فيلميه الأيقونيين. وعلى الرغم من ذلك فأنه يُعد واحد من أهم المخرجين الإسبان والأوربيين وفيلمه روح خلية النحل يُصنف من قبل كبار النقاد على أنه أهم فيلم إسباني في حقبة السبعينيات وما سبقها.

هذا هو السر الذي جعل الكثير من عشاق السينما يستقبلون عودته باهتمام كبير، خاصة بعد ما قاله المنتج الشهير جوزيه ألبا: “هذا الفيلم سيلقط جوهر سينما فيكتور إريثيه”، والمعروف حتى الآن عن الفيلم أن عنوانه “Cerrar los ojos” أي بالعربية “أغلق عينيك*، وأن عرضه سيكون في العام 2023.
والمخرج الذي يعود إلى الشاشة الكبيرة وهو في عمر الثانية والثمانين معروف بشاعريته السينمائية الجلية في فيلميه السابقين ومعروف أيضًا بشجاعته وقدرته على تطويع أدوات السينما وفقًا لما يفكر فيه ليعبر عما يريد، وهي القدرة التي ساعدته كثيرًا خلال مسيرته.

فمن خلالها تمكن من عرض فيلمه “روح خلية النحل” في عام 1973 أي أثناء حكم الديكتاتور فرانشيسكو فرانكو رغم أن الفيلم يناقش الأثر المدمر التي سببته الحرب الأهلية الإسبانية وما تلاها من الحكم الديكتاتوري على الأشخاص والمجتمع، والمميز في هذا الفيلم بالتحديد أن الحوار كان محدودًا للغاية ولم يكن هناك حتى راوي للفيلم، واعتمد المخرج فقط على الصورة السينمائية بمؤثراتها وتقنياتها وكادراتها ليكشف أسرار شخصياته والأثر الجمعي الجسيم الواقع عليهم.

منشور بتصرف من مواقع أجنبية.