• English
  • 16 مايو، 2025
  • 4:33 ص

جريتا جيرويج: مخرجة أفلام بقيمة مليار دولار

جريتا جيرويج: مخرجة أفلام بقيمة مليار دولار

عمر بركات

4 December، 2023

عمر بركات

حقق فيلم “باربي” الجديد للمخرجة “جريتا جيرويج” إيرادات بلغت 356 مليون دولار عالميًا، في عطلة نهاية أحد أسابيع شهر يوليو الفائت، وهو أكبر رقم إيرادات افتتاحية على الإطلاق، لفيلم أخرجته امرأة. أدى حماس رواد السينما المستمر لمشاهدة فيلم “باربي” إلى تجاوز حاجز المليار دولار في شباك التذاكر في 6 أغسطس، محطِّمًا الرقم القياسي لمبيعات التذاكر لفيلم من إخراج امرأة في أقل من ثلاثة أسابيع. في السابق، كان الرقم القياسي لصالح فيلم Wonder Woman في 2017 للمخرجة باتي جينكينز، والذي حقق إجمالي 822 مليون دولار.

مسيرة جيرويح

ولدت جريتا جيرويج عام 1983 في كاليفورنيا،  وهي مخرجة وكاتبة سيناريو وممثلة أمريكية صعدت إلى مصافِّ المخرجين الكبار في السنوات الماضية، بترشحها لجوائز الأوسكار والجولدن جلوب، والعديد من المهرجانات العالمية،  درست جريتا الأدب الإنجليزي والفلسفة،  وكانت شغوفة بالمسرح، وسعت لأن تصبح كاتبة مسرحية، إلا أن الأقدار شاءت أن تدخل عالم السينما من باب التمثيل، وذلك بحصولها على دور صغير في فيلم مستقل، فتح الباب لها كي تواصل مسيرتها وإبداعها،  ويمكن تقسيم مسيرتها في السينما إلى ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى من مسيرتها الفنية بين عامي 2006 و 2009، حيث شاركت بطولة وكتابة فيلم “Hanna Take The stair”  مع المخرج “جو سونبيرج”، وأيضًا شاركت في بطولة وإخراج فيلم “Nights and Weekends” مع نفس المخرج،  ومثلت في أفلام مستقلة جعلتها من أبرز الأسماء الصاعدة في أجواء السينما المستقلة، وفي ما يسمَّى بموجة mumblecore التي اتسمت بالعفوية في مجمل نتاجها.

وبدأت المرحلة الثانية بين عامي 2010 و 2016 بتمثيلها في فيلم “Greenberg” للمخرج “نواه بومباك”، مما جذب أنظار النقاد والمخرجين، وكانت سنوات حافلة بالأعمال، حيث شاركت مع المخرج العظيم وودي ألان – مخرجها المفضل – في فيلم To Rome with Love، ونالت دور البطولة في فيلم “the Humbling” مع الممثل الكبير “آل باتشينو”، ثم عادت للكتابة من خلال مشاركتها في كتابة  وبطولة فيلم “Frances Ha”  عام 2012 مع المخرج “نواه بومباك”، والذي جمعتهما علاقة شراكة على الصعيد الفني، بمشاركتها في كتابة وبطولة فيلم “Mistress America” عام 2015، وأيضًا على الصعيد العاطفي، حيث أثمرت بإنجابهما طفلين حتى الآن.

ليدي بيرد

lady bird

المرحلة الثالثة بدأت بفلمها الأول كتابةً وإخراجًا “Lady Bird” عام 2017، والذي نجح بشكل ملحوظ نقديًّا وجماهيريًّا، وحصلت جريتا على ترشيحين للأوسكار لأفضل إخراج وأفضل كتابة أصلية، وحصل الفيلم على عدة ترشيحات كأفضل فيلم وأفضل ممثلة وممثلة مساعدة، ونجح في كسب جائزة أفضل فيلم موسيقي أو كوميدي في حفل جوائز الجولدن جلوب، بعد هذا النجاح بعامين قدمت فيلمها الثاني كتابة وإخراجًا، باقتباس آخر للرواية الشهيرة “نساء صغيرات” للكاتبة “ماري لويس إلكوت”، وقد لاقى الفلم مديحًا نقديًّا وإعجابًا من المشاهدين، انعكس على إيرادات الفيلم في شباك التذاكر، وتبع ذلك ترشيحان آخران للأوسكار عن أفضل إخراج وكتابة مقتبسة، لكن بدون الحصول على الجائزة، وها نحن الآن نشهد أكبر نجاح لها في شباك التذاكر مع فيلم “Barbie”، الذي تلقى تقييمات إيجابية نقديًّا وتباينًا في آراء الجماهير، وحقق أكثر من مليار دولار، وما زال مستمرًّا في جني الأرباح، ومستمرًا في إثارة الجدل حول باربي والفكر النسوي، الذي تم طرحه في الفيلم بشكل واضح، واستغلال شخصية بريئة، مثل لعبة في صراعات اليمين واليسار، ليس في أمريكا هذه المرة فقط، بل في العالم أجمع.

الأمر كله يتعلق بالممثلين

جريتا جيروينج أثناء التصوير

تعتمد أفلامها عمومًا على دمج تجارب من حياتها الخاصة بحيوات أبطالها. تحتوي أعمالها على موضوعات مألوفة، مثل التطور الشخصي للمرأة المستقلة، خاصة على المستوى العاطفى، والعلاقات بين الأصدقاء والأشخاص المهمين وأفراد الأسرة. تعكس أفلامها اهتمامًا غير عادي بمحركات الشخصية الأنثوية.

تقول جريتا في معرض حديثها عن نفسها أنها لا تشبه ليدي بيرد- بالرغم من أن الفيلم مستوحى من حياتها- في مراهقتها، فهي كانت أكثر ميلًا لاتباع القوانين والسعي للحصول على النجوم التقديرية، ولم يكن أحد يناديها بالألقاب.

تميل أفلام “جيرويج” إلى الاعتماد على تجاربها الشخصية. في لقاء معها للحديث من وراء الكواليس في موقع تصوير فيلم “Lady Bird”، قالت: (أميل إلى البدء بأشياء من حياتي الخاصة، ثم بسرعة كبيرة تدور في فلكها الخاص). تضغط جيرويج على ممثليها لدمج الأداء التمثيلي مع شخصياتهم ومشاعرهم أيضًا، مما ينتج أداءً أكثر عفوية وقربًا من المشاهد، وتقول عن كتابتها وإخراجها: (الأمر كله يتعلق بالممثلين). وهذا بالتأكيد نابع من تجاربها السابقة في التمثيل، وعملها مع العديد من المخرجين المتميزين. على النقيض من ذلك، فهي نادرًا ما تسمح بالارتجال، ويتم اتباع نصها حرفيًّا إلى حد ما.

تحاول جريتا أن تنفي عن نفسها صفة الهدوء والرزانة التي يمكن ملاحظتها في أداءاتها السينمائية، بداية من السينما المستقلة، ومرورًا بأدوراها المميزة في أفلام بومباك، فتتحدث عن نفسها قائلة إنها تأثرت كثيرًا بالأفلام الموسيقية، وهذا ما انعكس بشكل واضح على فيلم “باربي”، حيث العديد من المشاهد والرقصات المستوحاة من أفلام موسيقية خالدة، مثل  و”My Fair Lady”، وفيلم “Wizard of Oz”، ولا تخفي جريتا تأثرها بالعديد من المخرجين المبدعين، مثل “هوارد هوكس”، و”إرنيست لوبيتش”.

تدور العديد من الإشاعات حول مستقبل “جريتا”، وارتباطها بأحد أعمال ديزني القادمة، إلا أن مدير أعمالها أكد في تصريح له أن “جريتا” لديها طموحات عالية، وأنها ترغب بعمل  أفلام ذات ميزانيات ضخمة، صنعت “جريتا” اسمًا لامعًا في فترة قصيرة، وأصبح جمهور السينما حول العالم ينتظر أفلامها ويتابع أخبارها.

تعتمد أفلام جريتا جيرويج على دمج تجارب من حياتها الخاصة بحيوات أبطالها، وتعكس اهتمامًا غير عادي بمحركات الشخصية الأنثوية.

تقول جريتا في معرض حديثها عن نفسها أنها لا تشبه “ليدي بيرد”، بالرغم من أن الفيلم مستوحًى من حياتها.

العديد من المشاهد والرقصات في “فيلم باربي” مستوحاة من أفلام موسيقية خالدة، مثل و”My Fair Lady”، و “Wizard of Oz”.

فاصل اعلاني