• English
  • 19 مايو، 2024
  • 8:57 ص

احدث الاخبار

عبد الله آل عياف: شغف السينما الحقيقية وهوس التنظيم الهندسي

“أوبنهايمر” الفيلم الأكثر تنظيمًا وإبداعًا

كرستوفر نولان: صنعت “أوبنهايمر” لأنه قصة رائعة.. وفخور جدا بفيلم “أرق”

بداية النور هي بداية الظلام!

نولان في عيونهم

كريستوفر نولان … أفلام مثيرة لأزمنة مقبلة

بسام الذوادي: نعمل مع عدة جهات لتشكيل هيئة للسينما في البحرين

أحمد يعقوب: فيلم “عثمان” تتويج للمسيرة المنفردة لكل عضو في فريق العمل

أنا والسينما

أن تأتي متأخرًا سينمائيًّا

السينما السعودية الطليعية التي لم تسمع عنها

سيناريو فيلم ليت للبراق عينًا

عائشة الرفاعي: تأخرت 20 سنة… لكن عنادي وشغفي قلصا المسافة فحققت حلمي

أزمة قُرّاء أم أزمة نصوص

عبد الله الخميس: رأي شباب الاستراحة أهمُّ عندي من رأي لجنة التحكيم

علي الشافعي: منفتح على جديد التصوير السينمائي وكل تجربة لدي مصدر إلهام لما يليها

لم يعد النهر صغيرًا، لم تعد الكلمات صغيرة عن الاغتراب والعزلة والماضي في أفلام الأخوة سعيد

براء عالم: الطريق إلى العالمية لن يكون بإعادة إنتاج أفلام هوليود

أفنان باويان: هذه المهنة السينمائية يعمل بها ثلاثة محترفين فقط في السعودية

الأفلام السعودية الجديدة .. جمهور متعطش وحكايات تفتِّش عن الكوميديا والهوية

“الخلاط”: صناعة منتج جيد من حكايات غير متوقعة

براء عالم: الطريق إلى العالمية لن يكون بإعادة إنتاج أفلام هوليود

براء عالم: الطريق إلى العالمية لن يكون بإعادة إنتاج أفلام هوليود

17 December، 2023

أحمد عدلي

يترقب الفنان السعودي الشاب براء عالم عرض تجربته السينمائية الثالثة “حوجن”، والمأخوذة عن عمل روائي يحكي عن جن يقع في غرام إنسية، لكن السيناريو ورغم أن السيناريو التزام بالإطار العام للنص، إلا أنه أحدث كثيرًا من التغييرات المهمة. في الآونة الأخيرة يعيش بطل فيلم “شمس المعارف” حالة انتشاء سينمائي، حيث انتهى من تصوير عملين جديدين سيعرضان عام 2024، فضلًا عن تحضيره لعودة برنامجه على اليوتيوب “فيلمر” ولكن برؤية جديدة وإمكانات أفضل. ويرى “عالم” أن طريق السينما السعودية إلى العالمية لا بدَّ أن يبدأ على نحو السينما الإيرانية والكورية الجنوبية، حيث القصص الواقعية التي تخص مجتمعها، والقصص الخاصة بها، وليس إعادة إنتاج لأفلام هوليود، عن فيلمه الجديد، ومشاريعه القادمة، ورؤيته لمستقبل السينما السعودية، كان لـ”كراسات سينمائية” معه هذا الحوار..

حوجن

حوجن براء عالم

تنتظر قريبًا عرض تجربتك السينمائية الجديدة “حوجن”، كيف ترى مكانتك بين نجوم السينما السعودية اليوم؟

كلمة نجم وبطل اعتبرها جمل كبيرة للغاية، أنا ممثل، وما لا يعرفه الكثيرون أن التمثيل في الطفولة كان حلمي وهدفي، لكن مع الوقت شعرت أن دوري سيكون خلف الكاميرا في الكتابة والإخراج، وبدأت التركيز على معرفة قواعد السينما، وغيرها من التفاصيل الخاصة بالكتابة والنقد، لكن شاءت الأقدار أن تأتي لي تجربة “شمس المعارف” التي جعلتني أحب التمثيل، وأعادت إحياء حلم الطفولة بداخلي، وشعرت بعدها أنني مستعدٌّ لاستكمال العمل في التمثيل بجانب الكتابة والإخراج، وحاليًا أعمل على فيلمي القصير الأول، ووصلنا في الكتابة لنسخة شبه نهائية من العمل.

طرح قبل أيام تريلر فيلمك الجديد “حوجن” حدثنا عن هذه التجربة؟

الفيلم هو قصة إبراهيم عباس التي صدرت كرواية قبل سنوات، وتدور الأحداث حول جن مسلم يقع في غرام إنسية، والمميز في الفيلم أنه يقدم الجن على نحو يشبه الإنسان، وأجسد في الأحداث شخصية الجن “حوجن”، ونشاهد ما يحدث له، حيث نتنقل بين عالم الأنس وعالم الجن، ونرى قصة الحب وما يحدث فيها.

حققت الرواية نجاحًا كبيرًا عند طرحها، فما الاختلاف بينها وبين الفيلم؟

في عالم حوجن

هذه ليست المرة الأولى التي يتحول فيها نص أدبي لعمل سينمائي، وهناك اختلافات وتشابهات، وهناك عشاق للروايات لا تعجبهم تجربة تحويلها لعمل سينمائي أو العكس، لكن ما يمكن أن أقوله عن “حوجن” أن صناعه نقلوا روح الرواية، لكن الأساس القصصي في السيناريو، الذي عمل المخرج ياسر الياسري على تقديمه، فقد جاء بشكل مختلف. وأنا أتشوق لمعرفة انطباعات الجمهور عن الفيلم عند طرحه بالصالات.

كيف حضرت لشخصية “حوجن”، وهل استعنت بدوبلير لتصوير المشاهد الخطيرة؟

عند تحضيري لدور “حوجن” كانت تشغلني الطريقة التي سأقدمه بها: كيف يتحرك، كيف يتحدث، طريقته في التفكير والتعبير عن المشاعر، وغيرها من الأمور التي تحدثت فيها مع المخرج ياسر الياسري، وطلب مني أن أكون على طبيعتي، وتقديم الشخصية بمشاعر البشر. وهو ما حاولت أن أقدمه بالفعل. أما بالنسبة للمشاهد؛ فثمة مشاهد صعبة عديدة تدربت عليها، وتعرضت للإصابة والآلام خلال تصويرها، وهناك مشاهد استعنت فيها بدوبلير، وهما شخصان جرى الاستعانة بهما لتنفيذها نظرًا لطبيعة الحركات التي يقوم بها “حوجن” في الأحداث.

في “حوجن” مشاهد صعبة عديدة تعرضت للإصابة والآلام خلال تصويرها، وهناك مشاهد استعنت فيها بدوبلير.

أشعر بالرضا

كيف ترى التجارب السينمائية التي قدمتها حتى الآن؟

براء العالم فيلم شمس المعارف 2

أشعر بالرضا، وأعتبر نفسي محظوظًا ببطولتي في فيلم “شمس المعارف”؛ لكونه من أوائل التجارب السينمائية التي كانت لديها جرأة الخروج من اليوتيوب، صحيح أن ثمة محاولات سابقة في مشاريع مختلفة حدثت في السابق، لكن “شمس المعارف” أول تجربة بشهادة الجمهور والنقاد يمكن القول إنها خرجت من اليوتيوب للسينما، ولولا مشاركتي في هذا الفيلم لما أصبحت براء عالم الممثل، فهذه التجربة أعطتني ثقة كبيرة للغاية كممثل، وفي صناعة السينما التي اعتبرها لا تزال وليدة، وبها مساحة كبيرة تحتاج أن يملأها الصنَّاع بالكتابة وصناعة الأفلام المختلفة.

اعتبر نفسي محظوظا ببطولتي في فيلم “شمس المعارف”، لكونه من أوائل التجارب السينمائية التي كانت لديها جرأة الخروج من اليوتيوب.

ثمة مشاريع سينمائية سعودية ناجحة قدمت بالفعل خلال الفترة الماضية، كيف ترى هذه التجارب؟

بالفعل هناك أفلام نجحت مع الجمهور بشكل كبير، مثل تجربة “سطار”، الذي أعتبر نجاحه في السينما نجاحًا لنا كصناع للسينما السعودية، فعندما شاهدته للمرة الأول قلت لو أن هذا الفيلم لم يحقق مبيعات في شباك التذاكر فلا بدَّ أن نترك المهنة ونبحث عن عمل آخر. فهو فيلم بجمع معايير الفيلم التجاري الناجح، وقد منح الجمهور السعودي ثقة في السينما المحلية، وأن الفيلم السعودي تقطع التذكرة وتذهب لمشاهدته في صالات السينما، كما يحدث مع الأفلام المصرية والأجنبية.

عندما رأيت فيلم “سطار” قلت إن لم يحقق مبيعات في شباك التذاكر فلا بدَّ أن نترك المهنة ونبحث عن عمل آخر؛ لأن به كل معايير الفيلم التجاري الناجح.

تتحدث عن الأفلام التجارية والفنية، هل تعتقد أن السينما السعودية يمكنها تحقيق المزج بينهما؟

سأحدثك بصراحة، في الماضي كانت قناعتي هي  رفض الأفلام التجارية والتحفظ عليها وعلى ما تقدمه، لكن مع الوقت أدركت أهميتها، فالأفلام التجارية مهمة؛ لأننا من عائداتها يمكننا تقديم الأفلام الفنية، والأفلام الفنية في السعودية ربما تكون راسخة أكثر من التجارية، بحكم أسبقية وجودها، حتى قبل إعادة افتتاح دور العرض السينمائية. فالدورة الأولى من مهرجان أفلام السعودية عقدت عام 2008، وكانت تتضمن عروضًا مجمعة من الأفلام السعودية، والسينما اليوم بحاجة للأفلام التجارية كي تزيد من ثقة المشاهد في السينما وما نقدمه من خلالها، حيث يمكننا تقديم الأفلام التي تحمل رؤى فنية مختلفة، وتشارك في المهرجانات المختلفة.

كانت قناعتي هي رفض الأفلام التجارية، لكن مع الوقت أدركت أهميتها، فمن عائداتها يمكننا تقديم أفلام فنية.

برأيك ماذا ينقص السينما السعودية للوصول إلى العالمية؟

سؤال صعب، ربما لا تكون إجابته لديَّ بشكل دقيق، لكن إذ قمنا بالقياس على غرار السينما الإيرانية والكورية الجنوبية؛ فلديَّ قناعة بأن وصولهم للعالمية جاء بسبب إفراطهم في محليتهم وواقع حياتهم. صناع السينما في هذه البلدان لم يحاولوا أن يكونوا هوليود، ولكن حاولوا تقديم أفلام وقصص شاهدوها في مجتمعاتهم، ولم يقدموا سينما استهلاكية مترجمة في أعمالهم. فلكي يتقبلك العالم لا بدَّ أن تكون صادقًا مع نفسك.

صناع السينما في إيران وكوريا الجنوبية قدَّموا أفلامًا وقصصًا شاهدوها في مجتمعاتهم، فوصلوا من حلالها إلى العالمية.

مرحلة وانتهت

في بداية عملك في المجال الفني خضت تجربة الإعلانات التجارية، هل يمكن أن تكرر هذه التجربة؟

أعتبر الإعلانات مرحلة وانتهت، استفدت منها للغاية، وتعلمت من خلالها الكثير على الأرض؛ لأن التطبيق العملي يختلف عن الدراسة الأكاديمية، وأعتقد أن الأفضل بالنسبة لي أن أكرس وقتي للعب أدوار مختلفة في السينما، سواء كاتب، مساعد مخرج، ممثل، مخرج، فالسينما هي شغفي الحقيقي.

عادة ما يواجه الفنان الكاتب مشكلة في تقبُّل الشخصيات كما هي مكتوبة في السيناريوهات التي لم يقم بكتابتها، هل واجهت هذا الموقف من قبل؟

 بالفعل، هناك تجربة فنية لم أكن على وفاق فيها مع المخرج منذ البداية، شعرت أنه لم يحترم خلفيتي الكتابية ورؤيتي كقارئ، وأنه يراني ممثلًا فقط. وهو أمر جعلني أشعر بالأذى النفسي، لكن مع مرور الوقت في التصوير تحقَّق الوفاق بيننا، وشعرت أنني في بعض الأوقات أتجرأ على مهام غيري، وهذه التجربة بالرغم من صعوبتها لكنها أفادتني كثيرًا، وأدركت أنني كممثل يجب أن ألتزم بالدور الذي وافقت عليه، وإذا كان لدي أي ملاحظات أو رغبة في تنفيذ ما أرى أنه قد يضيف للعمل؛ فيجب أن يكون خلال مرحلة الاتفاق، وقبل التعاقد على العمل، أما إذ وقعت العقد فقد سلمت نفسي للمخرج كممثل.

في غضون 4 سنوات قدمت ثلاثة أفلام فقط، هل ترى أن هذا المعدل مناسب؟

 لدي فيلمان آخران، لكني لا أستطع الحديث عنهما، لأنه سيتم عرضهما في 2024، صحيح أن معدل خمسة أفلام خلال خمس سنوات ليس ما أطمح إليه، لكن هناك عدة أمور حدثت خلال تلك الفترة، من بينها ظروف جائحة كورونا التي عطلت صناعة السينما قليلًا، إلى جانب حداثة الإنتاج السينمائي بشكل كبير، وبالتالي قلة الأفلام السعودية التي تم إنتاجها سنويًا. وأنا تركيزي في السينما بشكل كبير، ولم أقدم أي تجارب تليفزيونية لعدم عثوري على عمل جيد يمكن أن يضيف لي.

شاركت في تجربة “شيلو” كضيف شرف، هل يمكن أن تكرر هذه التجربة؟

 مشاركتي في “شيلو” جاءت بمشهدين فقط، والنص الجيد يجبرك أن تقدمه بغضِّ النظر عن مساحة دورك فيه أو المردود المادي، وإذا جاءني دور جيد لضيف شرف سأقدمه من دون تردد.

حياة ثانية

بالعودة للحديث عن شباك التذاكر وردود الفعل، فيلمك الثاني “سكة طويلة” لم يحقق في السينما نفس النجاح الذي حققه عرضه على منصة نتفليكس، كيف رصدت هذا الأمر؟

براء العالم وكاست فيلم سكة طويلة

بالفعل، ردود الفعل على الفيلم بالمنصات المختلفة كانت مفاجأة بالنسبة لي، حتى مع النسخ المقرصنة التي سربت عبر يوتيوب، حقَّق الفيلم مشاهدات كبيرة وتفاعلًا واضحًا من الجمهور، برأيي أن المنصات اليوم تعطي الفيلم حياة ثانية، فالمنصات مثل نتفليكس وما لها من قاعدة جماهيرية كبيرة في العالم العربي، تتيح لقاعدة عريضة من الجمهور أن يشاهدوا الفيلم، وهو أمر لمسته من فيلمي الأول “شمس المعارف” الذي دفعت ظروف جائحة كورونا لعرضه في السعودية فقط، فكان تفاعل الجمهور العربي معه كبيرًا عند عرضه على المنصات.

بدايتك في السينما كانت من خلال اليوتيوب، هل تشعر بأن المتابعة من خلال الفيديوهات كافية لخوض تجارب فنية بشكل عملي؟

بالتأكيد لا، اليوتيوب يوفر لك ما يمكن أن تحصله من الدراسة الأكاديمية، لكن على الأرض هناك أشياء كثيرة مختلفة، وفي كل مكان تتواجد فيه ستجد ظروفًا مختلفة في التصوير، فمثلًا التصوير في السعودية يختلف عن التصوير في مصر؛ لذا من المهم أن تبدأ على الأرض من الصفر لتصعد السلم بشكل تدريجي.

هل يمكن أن تعود إلى اليوتيوب بعد النجاح الذي حققته سينمائيًّا؟

بالتأكيد، وخلال أيام سأعلن عن عودة تجربة “فيلمر” بشكل جديد خلال 2024، وستكون بشكل مختلف وجودة أعلى وانتظام في مواعيد البث، فخلال الفترة التي سبقت التوقف كنا ثلاثة فقط نعمل على الحلقات، لكن الشكل الجديد سيكون هناك فريق متكامل، وشراكة مع إحدى الشركات، فعودتي إلى “فيلمر” بسبب حبي وشغفي بالسينما، ورغبتي في تشجيع الناس على تعلُّم السينما وكيفية قراءتها.

عودتي إلى “فيلمر” سببه حبي وشغفي بالسينما، ورغبتي في تشجيع الناس على تعلُّم السينما وكيفية قراءتها.

تضارب مصالح

هل ستقوم بتقديم نقد للأفلام العربية أو السعودية؟

 بالتأكيد لا، لا أستطع أن أتكلم في برنامجي عن نقد لأي فيلم، سواء عربي أو سعودي، لأنني في هذه الحالة سأقع في تضارب المصالح بشكل واضح، وفي العالم العربي لدينا حساسية من هذا الأمر، فعملي الآن هو التمثيل وشغلي هو الكتابة؛ لذا إذا كان لديَّ ملاحظات عن أي عمل أخبر بها صنَّاعه، في إطار ودي بيننا، وليس من خلال الكتابة أو الفيديوهات، وأوصل لهم أفكاري، فالنقد العلني قد يكون “ثقيلًا” على البعض.

وبالنسبة لك، هل تتقبَّل النقد؟

أشعر بسعادة عندما أقرأ نقدًا عن أعمالي، فإذا كان النقد في محله أتعلم منه. مثلًا المراجعات النقدية على “سكة طويلة” استفدت منها، وأركز على معرفة نقاط الضعف التي شاهدها الآخرون كي لا أكررها في أعمالي القادمة، وأعمل على معالجة القصور الموجود فيها. أما النقد الذي أراه من دون منطق فلا أعطي له اهتمامًا.

أركز على معرفة نقاط الضعف التي شاهدها الآخرين في أعمالي، كي لا اكررها.

فاصل اعلاني