• English
  • 19 مايو، 2024
  • 10:31 ص

احدث الاخبار

عبد الله آل عياف: شغف السينما الحقيقية وهوس التنظيم الهندسي

“أوبنهايمر” الفيلم الأكثر تنظيمًا وإبداعًا

كرستوفر نولان: صنعت “أوبنهايمر” لأنه قصة رائعة.. وفخور جدا بفيلم “أرق”

بداية النور هي بداية الظلام!

نولان في عيونهم

كريستوفر نولان … أفلام مثيرة لأزمنة مقبلة

بسام الذوادي: نعمل مع عدة جهات لتشكيل هيئة للسينما في البحرين

أحمد يعقوب: فيلم “عثمان” تتويج للمسيرة المنفردة لكل عضو في فريق العمل

أنا والسينما

أن تأتي متأخرًا سينمائيًّا

السينما السعودية الطليعية التي لم تسمع عنها

سيناريو فيلم ليت للبراق عينًا

عائشة الرفاعي: تأخرت 20 سنة… لكن عنادي وشغفي قلصا المسافة فحققت حلمي

أزمة قُرّاء أم أزمة نصوص

عبد الله الخميس: رأي شباب الاستراحة أهمُّ عندي من رأي لجنة التحكيم

علي الشافعي: منفتح على جديد التصوير السينمائي وكل تجربة لدي مصدر إلهام لما يليها

لم يعد النهر صغيرًا، لم تعد الكلمات صغيرة عن الاغتراب والعزلة والماضي في أفلام الأخوة سعيد

براء عالم: الطريق إلى العالمية لن يكون بإعادة إنتاج أفلام هوليود

أفنان باويان: هذه المهنة السينمائية يعمل بها ثلاثة محترفين فقط في السعودية

الأفلام السعودية الجديدة .. جمهور متعطش وحكايات تفتِّش عن الكوميديا والهوية

“الخلاط”: صناعة منتج جيد من حكايات غير متوقعة

عبد الله الخميس: رأي شباب الاستراحة أهمُّ عندي من رأي لجنة التحكيم

عبد الله الخميس: رأي شباب الاستراحة أهمُّ عندي من رأي لجنة التحكيم

2 April، 2024

حاوره أحمد العياد

في سنوات قليلة استطاع المخرج السعودي عبد الله الخميس أن يسجل اسمه بقوة في الوسط الفني السعودي، كانت بدايته منذ 11 عامًا، من خلال “ستوديو تلفاز”، ومشاركته في تقديم حلقات “الخلاط” على يوتيوب، ثم قديم عدة وثائقيات مختلفة ومهمة، بعدها اتجه إلى إخراج الإعلانات والأفلام القصيرة، مما جعل مسيرته التي تمتدُّ لنحو عقد واحد من الزمان مليئة بالعديد من المحطات والعلامات المهمة.

في هذا الحوار يتحدث الخميس عن مسيرته التي بدأها مع سنوات الجامعة، والتجارب التي خاضها، ورؤيته للمهرجانات الفنية وجوائزها، يتحدث عن فيلمه القصير “المدرسة القديمة” الذي شارك به في الدورة الأخيرة من مهرجان أفلام السعودية، وعن مشاريعه التي يعمل عليها الآن، ومن بينها تجربته الأولى في إخراج الأفلام الروائية الطويلة.

متى بدأت رحلتك مع الإخراج؟

يعود الأمر إلى سنوات الجامعة قبل نحو 10 سنوات تقريبًا، وقتها كان التصوير موضة شائعة في السعودية مع هوس الشباب بتصوير يومياتهم ورحلاتهم عبر انستغرام وغيره من مواقع التواصل المختلفة، وهو نفس ما كنت أفعله، خاصة خلال سفري مع والدي، وبالفعل حاولت شيئًا فشيئًا عبر التعليم الذاتي أن أقوم بإخراج ما أصوره، بجانب مشاهدة عدد كبير من الدورات التدريبية عبر الإنترنت، وخلال دراستي لهندسة البرمجيات في الجامعة قمت بتصوير عدة مشاهد وإسكتشات مع أحد أصدقائي، لكنها لم تلقَ النجاح المتوقع، وبعدها بدأت أقوم بإنتاج وثائقيات ونشرها عبر يوتيوب، وهي الأعمال التي قدمتها بشغف شديد، لدرجة أنني فكرت في ترك دراسة هندسة البرمجيات والاتجاه لدراسة السينما.

وثائقيات

كيف جاء انضمامك إلى ستوديو تلفاز؟

 قدمت أول أفلامي “درة” حول اللُّحمة الوطنية في مسابقة الحوار الوطني، وحصدت المركز الثاني في المسابقة، وحقق الفيديو انتشارًا كبيرًا عبر منصات مواقع التواصل، وتواصل معي المخرج علي الكلثمي بعد مشاهدة الفيلم، وطلب مني الانضمام إلى ستوديو تلفاز، فكانت هذه الخطوة نقطة فارقة في حياتي ومسيرتي السينمائية.

لماذا؟

 كان دخول ستوديو تلفاز بمثابة الالتحاق بالجامعة لتعلم أدوات صناعة السينما، ومعرفة تفاصيلها بشكل أعمق، كتبت عدة أفلام وثائقية، وكنا نقوم بالكتابة أكثر من مرة حتى نصل للشكل المطلوب لكي تخرج الوثائقيات بأفضل صورة، وحققت هذه الأعمال ملايين المشاهدات عبر يوتيوب بعد إذاعتها، ولاقت إشادات عدة.

أهم ما يميز وثائقياتك هو طريق السرد غير المعتادة في الوثائقيات المعتادة؟

 اعتقد أن تقديم الوثائقيات عبر الإنترنت يختلف عن تقديمها عبر الشاشة الصغيرة، فجمهور المنصات يحتاج إلى شيء يجذبه أكثر، ويثير شغفه وحواسه بشكل أكبر، وليس مجرد سرد معلوماتي ممل فقط، فالجمهور لم يعد صبورًا على العمل الممل الذي لا يجذبه فعلًا، وبالفعل سواء في وثائقي “أبو فهد”، أو وثائقي “ليه تسمع الشيلات”، حاولت أن أقدم شيئًا مختلفًا، ويعبر عن رؤيتي الخاصة، دون أن يشعر المشاهد بالملل، بل أجعله يستمتع بالوقت الذي يقضيه مع الفيلم، وأعتقد أن الحكي وطريقة رواية القصة تلعب دورًا مهمًّا في جذب المشاهد.

بجانب الوثائقيات قدمت كذلك عددًا من حلقات “الخلاط”؟

بالفعل، وهذه الخطوة كان لدي تخوف كبير منها؛ لأن “الخلاط” فكرة مختلفة تحتاج لخبرة ووعي مجتمعي وثقافي كبير، لأنك تكتب شيئًا من واقع مجتمعك، واستفدت كثيرًا من البرامج والحلقات المنوعة في البودكاست، سواء الاجتماعية أو السياسية أو الدينية الموجودة على الإنترنت، فكانت مصدرًا لتزويدي بخبرات عديدة، واستطعت تقديم حلقات وجدت قبولًا لدى الجمهور.

تتحدث دائمًا عن علاقتك بالمخرج علي الكلثمي، وتصفه بـ “العرَّاب” بالنسبة لك، كيف تأثرت به؟

 علي الكلثمي هو معلمي وأستاذي، على يده تعلمت الإخراج، وأهم ما يميزه أنه كان يعاملني كأخ أصغر بالنسبة له، ولم يعلمني بالتوجيه المباشر. جعلني أشاهد مدارس إخراجية مختلفة، فكان يصحبني معه لمشاهدة فيلم أو حضور حوار مع مخرج؛ لأتعرف على مدارس وفلسفات مختلفة، فقد كان يهتم بالناحية الفكرية أكثر من فنون الصنعة.

دخولي ستوديو تلفاز كان بمثابة الالتحاق بالجامعة لتعلُّم أدوات صناعة السينما.

كان المخرج علي الكلثمي يعاملني كأخ أصغر، ويهتم بالناحية الفكرية أكثر من الصنعة.

الأفلام والإعلانات

قدمت تجربة “أربعة فاصلة أربعة”، كأول فيلم قصير لك، كيف وجدت رد الفعل حولها؟

 كنت سعيدًا بردود الأفعال حول الفيلم، وبالجو الكوميدي الذي أثير حوله، خاصة أن الفيلم يروي التغيرات التي حدثت في مجتمعنا مؤخرًا، لا سيما في تمكين المرأة ودخولها لمجال العمل، وحرصت على تقديم الفيلم بعد نجاحي في تقديم الوثائقيات ليكون شيئًا مختلفًا، فكانت التجربة مهمة بالنسبة لي للخروج من منطقة “الراحة”، ورد الفعل جعلني لم أندم أبدًا على خطوة الاتجاه من الوثائقي للروائي، وبعد ذلك دخلت مجال الإعلانات، فكانت فرصة للتجريب والتنوع بالأفكار، بجانب العلاقات العديدة التي اكتسبتها مع صناع الأفلام من مصورين ومخرجين وغيرهم.

لكن البعض يرى في اتجاه المخرج للإعلانات تدميرًا له ..فما رأيك ؟

 أعتقد أن التعميم ليس دقيقًا، فصناعة الإعلانات تختلف عن صناعة الأفلام، وهناك مخرجون بالفعل لا يعملون في الإعلانات لأنهم يعملون بأفلام، وفي دول أخرى نجد من يعمل بالإعلانات لديه مهارات أكبر من مخرجي الأفلام، ويقدمون أشياء رائعة للغاية، يتعلم منها مخرجو الأفلام، لكن بصراحة مشكلة الإعلانات والانغماس فيها، أنها متتابعة ومتوالية بشكل كبير، لدرجة أنك تنسى مشاريعك الخاصة، ففيلمي “المدرسة القديمة” تأجَّل سنوات بسب مشاغلي الإعلانية.

يتضح في فيلميك القصيرين “أربعة فاصلة أربعة”، و”المدرسة القديمة”، هاجس التغييرات الاجتماعية بشكل كبير؟

أحب أن أكتب قصصًا تلامس الناس فعلًا، فكل ما قدمته في أعمالي عبارة عن مواقف حقيقية حصلت ورويت لي؛ لذلك تجدني أحاول أن أنقل ما يحدث في الشارع ومع الناس من خلال أعمالي.

الجوائز

عرض فيلم “المدرسة القديمة” في مهرجان أفلام السعودية كان له صدى كبير، لكن لم يحصل على جائزة كما كان متوقعًا.

لا أخفيك سرًّا أن موضوع عدم الحصول على جائزة مزعج، وأكذب لو قلت إن الجوائز لا تهمني؛ لأن الجوائز يكون لها صدى لدى الجمهور، والجهات الرسمية، تعطيك “مكانة” وتجعلك فارقًا عن غيرك، ولكن في النهاية الجمهور والناس يذكرون الفيلم الذي لامسهم، سواء فاز بجائزة أو لم يفز، أذكر لك مثالًا، عام ٢٠١٧ عرضت فيلم “ليه الناس ما تسمع شيلات” في مهرجان أفلام السعودية، وكان فيلمي حديث المهرجان حرفيًّا من صناع أفلام، أو حتى جمهور، ومع ذلك لم يفز بأي جائزة!، وعلى الرغم من مرور سنوات عديدة لازال فيلمي يذكر على الرغم من عدم حصوله على أي جائزة.

واسمح لي أطيل في هذا الموضوع، فبصراحة عدم فوز فيلمي في آخر دورة من مهرجان أفلام السعودية جعلني أفكر: هل المهرجانات هي المكان المناسب لأفلامي؟ والإجابة هي أنني لا أظن ذلك، إلا إذا قررت صناعة فيلم للحصول على الجوائز، وهذا قطعًا لن يحدث؛ لأن الجمهور مهم جدًّا بالنسبة لي، فأنا أصنع فيلمي كي يشاهده الجمهور، لا أن يعجب ثلاثة أشخاص من جنسيات وأذواق مختلفة كما يحدث في المهرجانات!!

ودعني أخبرك أنه في حال الانتهاء من أي عمل أقوم بإخراجه، يكون العرض الأول مع زوجتي وأسرتي، والعرض الثاني مع أصدقائي من غير المجال السينمائي في الاستراحة؛ لأنهم يمثلون عينة مهمة من الجمهور.

في السنة الأخيرة عُرض نحو 9 أفلام سعودية في شباك التذاكر.. لم يحقق النجاح والإيرادات العالية سوى فيلمين، برأيك هل الوصول للجمهور السعودي صعب؟

خلطة النجاح ليست سهلة، ولا تعتمد على الشركة المنتجة والفنانين والقصة، بل هي خليط ما بين جودة فيلم وتسويق مناسب، حتى المطالبات من بعض صناع الأفلام بإبقاء الفيلم في صالات السينما حتى لو لم تحقق إيرادات، أراها غير منطقية؛ فالأمر غير مُجدٍ، فالفيلم الذي لم يُشاهد سيظل كذلك غير مشاهد، حتى لو بقي شهرين في صالات السينما.

أكذب لو قلت إن الجوائز لا تهمني ؛ لأن للجائزة صدى لدى الجمهور، والجهات الرسمية تعطيك مكانة بسببها.

حال انتهائي من أي عمل فني فإن عرضه الأول يكون أسرتي، وعرضه الثاني لأصدقائي من خارج المجال السينمائي.

المدرسة القديمة

المدرسة القديمة

ماذا عن مشاريعك السينمائية المقبلة؟

 أعمل على تطوير فيلم “المدرسة القديمة”، ويمكن أن يخرج منه فيلمًا روائيًّا طويلًا مختلفًا، وبصراحة تفاعل الناس جعلني أرغب في أن أكبر الموضوع، وأعيد تقديمه بشكل أكبر ومختلف.

هل من الممكن أن تخرج أفلامًا ليست من كتابتك؟

 لا أعتقد أنني يمكن أن أقوم بهذه الخطوة، فأنا بطبعي أتدخل في الكتابة، ولكن لا أمانع في العمل على نص مكتوب، مع إمكانية التعديل عليه مع الكاتب، وإعادة صياغة الحوارات والمشاهِد، وأجريت ذلك من قبل في تجربة “الخلاط”، وكنت أعمل مع الكاتب، ونتشارك في التعديل، ولو وجدت الكاتب الذي يقدم النص “المحبوك” من بدايته لنهايته فلن أمانع.

توجه عدد من المخرجين السينمائيين إلى الدراما التليفزيونية، هل يمكن أن تتجه لهذه الخطوة؟

لدي رغبة بالفعل في تقديم المسلسلات، لكني أفضِّل خوض تجربة المسلسلات القصيرة.

فاصل اعلاني